الدولار يرتفع مجدداً في لبنان ويتجاوز عتبة الـ28 ألف ليرة

22 ابريل 2022
أحد الصرافين في بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

عاود سعر صرف الدولار في السوق السوداء في لبنان التحليق من جديد متجاوزاً، اليوم الجمعة، عتبة الـ28 ألف ليرة لبنانية، وسط حديث عن اتجاهٍ لتوقف عمل منصة "صيرفة" التي ابتدعها مصرف لبنان المركزي قبل نحو 4 أشهرٍ؛ بهدف لجم الارتفاع الذي سجل في فتراتٍ ماضية، مستويات قياسية غير مسبوقة في تاريخ البلاد بلغت 33 و34 ألف ليرة.

وعلى وقع مسار الارتفاع الذي انطلق قطاره قبل أيامٍ، عمد مصرف لبنان إلى رفع سعر التصريف على المنصة، وهو ما انعكس على أسعار المحروقات التي شهدت زيادة ملحوظة، الأربعاء والخميس، مع الإشارة إلى أنّ السعر الذي اعتمده المصرف، أمس الخميس، بلغ معدل 23 ألف ليرة. 

ويتكرّر سيناريو ارتفاع سعر صرف الدولار على مسافة أيام من ختام كل شهرٍ بالتزامن مع بث أخبار تفيد بوقف مصرف لبنان العمل بالتعميم الأساسي رقم 161، وهو ما حصل أواخر مارس/آذار الماضي، قبل أن يعلن الحاكم رياض سلامة تمديد مفاعيله والاستمرار بضخ الدولارات عبر المنصة حتى نهاية شهر إبريل/نيسان مع قابلية للتجديد.

ويتوقع خبراء اقتصاديون ألا يستمر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في ضخ الدولارات لعدم قدرته على المواصلة، وهو ما ظهر جلياً في لجوء مجلس الوزراء أخيراً إلى حقوق السحب الخاصة لتأمين القمح والدواء والكهرباء، إلّا في حال حصل تدخل سياسي لثنيه عن هذه الخطوة أقلّه لتمرير الانتخابات المرتقبة في 15 مايو/أيار المقبل، وتفادياً لانفجار الشارع اللبناني، الأمر الذي من شأنه تطيير الاستحقاق.

ووافق مجلس الوزراء اللبناني، الأسبوع الماضي، على استعمال حقوق السحب الخاصة للأمور الطارئة، وقرّر صرف أموال للقمح بقيمة 15 مليون دولار، و13 مليون دولار لتأمين الأدوية المستعصية، و60 مليون دولار مستحقات لكهرباء لبنان.

وكان لبنان حصل من صندوق النقد الدولي على نحو 1.13 مليار دولار بدل حقوق السحب الخاصة SDR، والذي كانت وزارة المالية اللبنانية تبلغت في 16 سبتمبر/أيلول الماضي بتسلّمه.

يقول أحد صرافي السوق السوداء في بيروت، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "العديد من المواطنين باتوا يدركون لعبة الدولار، ويعلمون أنّ أي عامل سياسي أو أمني أو تطور داخلي وخارجي ينعكس على التسعيرة في السوق السوداء، وهو ما يدفعهم إلى التروي في بيع دولاراتهم أو البيع على قدر الحاجة، وهذا ما حصل اليوم إذ على الرغم من ارتفاع الدولار لأكثر من 27 ألفاً، لا تزال الحركة خفيفة".

ويشير إلى أنّه "في السابق كان اللبناني يبيع 1000 و2000 وأحياناً 5000 دولار وأكثر، دفعة واحدة، لأنه يخشى أن ينخفض الدولار أو يصار إلى تثبيته على سعر 10 آلاف كما كان يشاع مع بدايات الأزمة، لكن في الأشهر القليلة الماضية اختلف الوضع ورغم الانخفاض لم يتهافت المواطن لبيع الدولارات لأنّ الكلام دائماً ما كان يصب في أنّ الدولار سيعاود التحليق بعد الانتخابات النيابية أو عند توقف مصرف لبنان عن بيع الدولارات خصوصاً أن لا دعم خارجياً مالياً ولا تطورات إيجابية بهذا الإطار أو مؤشرات لحصوله عدا عن الثقة الشعبية الغائبة بالسلطة السياسية وإجراءاتها الإصلاحية التي تعد بها، لذلك أصبح يبيع 100 أو 200 دولار فقط لتأمين حاجاته وللحفاظ على ما لديه من العملة الصعبة".

المساهمون