سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء، عصر اليوم الإثنين، مستوى قياسياً جديداً عند 13 ألفاً و565 ليرة لبنانية، مع تعمّق الأزمات المرتبطة بشحّ السيولة والمأزق السياسي المستمر منذ أواخر العام 2019، والذي يعجز معه السياسون عن تشكيل حكومة جديدة منذ أكثر من 5 أشهر.
وبعد أيام صاخبة من الاحتجاجات في الشارع إثر تجاوز الدولار عتبة 10 آلاف ليرة، لوحظ أن حراك المحتجين خبا قبل ظهر اليوم قبل أن يعود إلى التصاعد عصراً، اليوم الإثنين، مع اتجاه الدولار سريعاً باتجاه 14 ألف ليرة.
ومع غياب جهة رسمية قادرة على ضبط فلتان سوق الصرافة وتحديد سعر صرف إلزامي تستطيع معه المتاجر والمؤسسات والعائلات إدارة شؤونها المالية بأفق واضح بعيداً عن الفوضى الحاصلة، تبدو التطبيقات الهاتفية المحرّك الأساسي لتسعير العملة، لدرجة أن تطبيق "ليبانون برايسز" (Lebanon Prices) أعلن عن تداول الدولار في السوق السوداء بهامش أعلاه 13 ألفاً و900 ليرة للمبيع، و13 ألفاً و800 ليرة للشراء.
ومع أن هذا الهامش قياسي، إلا أن من يجمع الدولارات من السوق يكتفي بشرائها فقط من البائعين على هامش من هذا النوع، في حين أن من يريد أن يشتري الدولار لأغراض تجارية أو لنفقاته الأسرية الضرورية لا يجد من يبيعه العملة الخضراء التي أصبحت في لبنان عملة نادرة بعد أن كانت عملة صعبة.
هذا الواقع القائم يؤكده، لـ"العربي الجديد"، تاجر كبير فضل عدم نشر اسمه، يستورد من الصين الدراجات النارية ولوازمها، ويجمع من المواطنين وصغار التجار ما أمكن من الدولارات ليدفع فواتير الاستيراد من الخارج، مفضلاً بذلك الحصول على الدولار بأسعار "معقولة نسبياً" قياساً بما قد يدفعه للصرافين لقاء هذه الخدمة، مشيراً إلى أن مصارف كبيرة تسعى للاستحواذ على الدولار من السوق لتعزيز رساميلها تلبية لمتطلبات "مصرف لبنان" المركزي.
يًُشار إلى أن متوسط سعر الصرف الرسمي المعتمد لدى المصرف المركزي لا يزال ثابتاً عند 1507.5 ليرات، في حين أن السعر المتفق عليه مع السلطات النقدية لدى نقابة الصرافين يبلغ 3900 ليرة.