قال مسؤول أردني بارز، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن مشاريع التعاون الاقتصادي بين الأردن والعراق والمتفق عليها منذ سنوات عدة تسير كما هو مخطط لها، إذ يبدي الجانبان حرصاً على تنفيذها بأسرع ما يمكن، بهدف تعزيز التعاون الثنائي، لا سيما في مجالات الطاقة والتجارة والتكامل الصناعي وتبادل الخبرات.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن التأخر في إنجاز بعض المشاريع والاتفاقات بين البلدين يعود إلى أمور إجرائية وما يلزم من دراسات فنية ومالية معمقة لها بما يؤدي إلى تنفيذها بالشكل السليم وتحقيق مساعي الأردن والعراق لتطوير علاقاتهما في العديد من المجالات.
وقال إن هناك متابعة مستمرة من قبل الجهات المختصة في البلدين لزيادة حجم التجارة البينية والاستفادة من الفرص التسويقية في الأردن والعراق، وتوجيه القطاع الخاص وتحفيزه لتنشيط التبادل التجاري، مشيراً إلى أنه يجري في هذا السياق معالجة الاختلالات التي تواجه انسياب السلع في الاتجاهين، وتسريع دخولها أسواق البلدين.
وأضاف أن هناك تطوراً في حجم التبادل التجاري بين البلدين، لكنه لم يصل إلى المستويات المستهدفة، حيث لا يزال حالياً بحدود 800 مليون دولار.
وفي مجال الطاقة، وقع الأردن والعراق مؤخراً، مذكرة تفاهم لتجهيز ونقل النفط الخام، ويستورد الأردن بموجبها 10 آلاف برميل على أساس معدل خام برنت الشهري، ناقصاً 16 دولاراً للبرميل الواحد، وذلك لتغطية فرق النوعية وأجور النقل.
ووقع المذكرة، حسب بيان رسمي أردني، وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة من الجانب الأردني، ووقع عن الجانب العراقي وزير النفط حيان عبد الغني.
الخرابشة قال، في تصريح صحافي، إن هذه الكمية تشكل حوالي 7% من احتياجات المملكة من النفط الخام، مشيداً بعلاقات التعاون القائمة مع الجانب العراقي في قطاع الطاقة، وأهمية المضي قدماً في استكمال تنفيذ مشاريع التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وحول كميات النفط التي استوردها الأردن، قال الخرابشة إن الأردن استورد من العراق منذ شهر سبتمبر/ أيلول 2021 وحتى نهاية شهر مارس/ آذار 2023 حوالي 4.5 ملايين برميل وبمعدل حوالي 9.992 برميلاً يومياً.
وفي إطار التعاون في مجال الطاقة تتواصل مساعي البلدين بحسب المسؤول لتنفيذ مشروع نقل النفط العراقي إلى الأردن ومنه للتصدير من خلال ميناء العقبة الأردني إلى بلدان أخرى ما يوفر مرفأ تصدير جديد للنفط العراقي.
في مجال الطاقة، وقع الأردن والعراق مؤخراً، مذكرة تفاهم لتجهيز ونقل النفط الخام، ويستورد الأردن بموجبها 10 آلاف برميل
وفيما يتعلق بالتكامل الاقتصادي والصناعي في العديد من المجالات قال المسؤول الأردني لـ"العربي الجديد" إنه سيجري خلال العام الحالي اختيار مطور لمشروع المدينة الاقتصادية المشتركة بين الأردن والعراق والتي ستقام على الحدود بينهما بمساحة تبلغ 22 مليون متر مربع، مخصصة من أراضي الجانبين.
وأضاف أن هناك اهتماماً من قبل شركات عالمية بدعوة عطاء استقطاب مطور للمشروع والتي طرحتها الشركة العراقية الأردنية المملوكة مناصفة لحكومتي البلدين، وتتولى تنفيذ المشروع، وسيجري البدء ببيع وثائق العطاء رسمياً اعتباراً من نهاية الشهر الجاري.
وقال إن العصب الأساسي لهذا المشروع هو المشاريع الصناعية المختلفة، وتوجد مكونات تجارية ولوجستية وخدمية داخل المدينة الاقتصادية، متوقعاً أن تبدأ عمليات التطوير للمشروع العام المقبل، بعد اختيار المطور، فيما يجري حالياً التنسيق بين البلدين لإيصال الخدمات الأساسية لموقع المدينة، خاصة الكهرباء والمياه والاتصالات، وربطه بالطريق الدولي الواصل بينهما.
وأضاف أن المشروع سيكون رافعة حقيقية وقوية للتعاون الاقتصادي بين الأردن والعراق، وسيساهم في تعزيز الجهود التنموية في كل منهما، وتوفير فرص العمل، وتنشيط مختلف القطاعات، وزيادة الصادرات.