حمّل تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق، اليوم الأحد، الولايات المتحدة مسؤولية تردي خدمات الكهرباء في العراق، التي تراجعت في الأيام الماضية إلى أدنى معدلاتها بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد وصف أخيراً أزمة النقص الحاصل في توفير إمدادات الطاقة بأنها "مشكلة مزمنة تتطلب معالجتها امتلاك استعدادات عالية"، مؤكدا مواصلة الحكومة تقليل الاعتماد على الغاز المستورد في تشغيل محطات الإنتاج.
وسبق أن أعلنت حكومة السوداني أن مشكلة الكهرباء ضمن أولويات برنامجها، لكنها تواجه فعلياً عقبات عدة لاستئصالها من جذورها، وحتى على صعيد إنتاج الكهرباء محلياً باستخدام الموارد الأولية التي يملكها العراق، من دون الاعتماد على مصادر إنتاج من الخارج.
وذكر الإطار التنسيقي، في بيان، أن العراق يشهد "أزمة باتت تثقل كاهل المواطن العراقي بسبب قلة التجهيز في ساعات الكهرباء في ظل الظروف المناخية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة، وبعد المتابعة والتقصي وتبيان الأسباب، يدعو الإطار التنسيقي الحكومة، ومن خلال وزارة الخارجية، إلى الاتصال بالجانب الأميركي وحمله على الإطلاق الفوري للمستحقات المالية المترتبة عن استيراد الغاز الإيراني من دون تأخير أو مماطلة".
وأضاف أنه "من الضروري عدم استخدام هذا الملف سياسيا لتلافي انعكاساته السلبية على المواطن العراقي".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي، في تصريح صحافي اليوم أيضاً، إن "وزارة الكهرباء عملت على دفع كافة المستحقات المالية المتعلقة بالغاز إلى إيران، وهذه المبالغ سُلمت إلى المصرف العراقي للتجارة TBI، حتى يرسل تلك الحوالات إلى إيران، كما هو معتاد".
وبيّن العبادي أن "الأموال ما زالت لدى المصرف العراقي للتجارة، ولم تُحوّل إلى إيران، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على طهران".
وتابع: "نحن في وزارة الكهرباء أكملنا ما علينا من خلال تسليم أموال الغاز إلى المصرف العراقي للتجارة، لكن تبقى هذه القضايا القانونية والفنية من عمل واختصاص المصرف وبالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة الأخرى".
وزادت شكاوى العراقيين من كثرة انقطاع التيار الكهربائي خلال الأيام الماضية وصولاً إلى أكثر 16 ساعة يومياً، ما فاقم معاناتهم التي تتوزع في اتجاهات عدة، فيما عزت وزارة الكهرباء العراقية السبب إلى وقف إيران إمدادات الغاز الذي يستخدم في توليد الطاقة الكهربائية.
ويواجه العراق أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ جرى قطعة (الغاز) وتقليل كمياته المصدرة إلى العراق ولعدة مرات في الصيف الماضي، ما أحرج الحكومة العراقية في توفير الطاقة، وتسبب بموجة تظاهرات وغضب شعبي في عدد من المحافظات.