البنوك المركزية ماضية في التشديد النقدي رغم تراجع التضخم عالمياً

20 سبتمبر 2023
من المتوقع رفع بنك إنكلترا لأسعار الفائدة رغم تراجع التضخم (الأناضول)
+ الخط -

تستمر البنوك المركزية العالمية في سياسة التشديد النقدي رغم مؤشرات انخفاض معدلات التضخم التي تمثل المؤشر الرئيس لوقف رفع أسعار الفائدة حتى لا تتحول دفة الاقتصاد إلى التباطؤ ثم الركود.

ففي بريطانيا، أظهرت بيانات رسمية اليوم الأربعاء أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في بريطانيا انخفض على غير المتوقع إلى 6.7% في أغسطس/ آب، وذلك قبل يوم من قرار متوقع لبنك إنكلترا برفع أسعار الفائدة مرة أخرى.

وقال بنك إنكلترا الشهر الماضي إنه يتوقع أن يرتفع التضخم في أغسطس/ آب إلى 7.1 % قبل أن ينخفض ​​بشكل حاد إلى حوالي 5 % في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو ما سيظل أعلى من المعدل المستهدف عند 2%.

ومن المتوقع أن يرفع البنك سعر الفائدة للمرة الخامسة عشرة على التوالي غداً الخميس، ليصل إلى 5.5% من 5.25%. 

انخفاض أسعار المنتجين في ألمانيا 

وفي ألمانيا، سجلت أسعار المنتجين أكبر انخفاض على أساس سنوي في أغسطس/ آب منذ بدء جمع البيانات في عام 1949، مما عزز الآمال في أن يواصل التضخم انحساره في أكبر اقتصاد في أوروبا.

وأفاد مكتب الإحصاءات الاتحادي اليوم الأربعاء أن أسعار المنتجين انخفضت 12.6% على أساس سنوي.

وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات أنه بالمقارنة مع شهر يوليو/ تموز، ارتفعت أسعار المنتجين 0.3 % في أغسطس/ آب. 

يأتي ذلك، بعد أن أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبية "يوروستات" الثلاثاء، تباطؤ معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو إلى 5.2 % في أغسطس/ آب.

وحسب البيانات، فإن التضخم في منطقة اليورو شهد تباطؤ في العام الحالي، بعد أن سجل ذروته في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 عندما سجل 10.6%.

وتوقع البنك المركزي الأوروبي أن يبلغ متوسط التضخم في منطقة اليورو 5.6 % في عام 2023، و3.2 % في عام 2024، و2.1 % في عام 2025.

ورغم ذلك، رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة العاشرة على التوالي، الخميس الماضي، إلى 4%، كما رفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة إلى 13% الجمعة الماضي.

وألمح المركزي الأوروبي إلى أن زيادة الخميس قد تكون الأخيرة، فيما تصدر قرارات متعلقة بأسعار الفائدة لبنوك مركزية كبرى هذا الأسبوع، منها مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) اليوم الأربعاء، وبنك إنكلترا، والبنك الوطني السويسري، والبنك المركزي السويدي، والبنك النرويجي يوم الخميس.

وسيعلن بنك اليابان قراره بشأن السياسة النقدية يوم الجمعة بعد ختام اجتماع ليومين.

مخاوف الركود

ويتوقع أن يتوقف الفيدرالي الأميركي عن رفع المعدلات اليوم الأربعاء، بعد أن بلغت معدلات التضخم 3.7% في أغسطس/ آب الماضي، لكن مخاوف الركود تهيمن على صناع القرار.

والجمعة قال رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي، جيروم باول، إن البنك المركزي الأميركي مستعد "لزيادة أسعار الفائدة إذا لزم الأمر"، وسيواصل سياسته النقدية المتشددة إلى أن يتحرك التضخم نحو الهدف المحدد وهو 2%.

ورفع "الاحتياط الفدرالي" معدّلات الفائدة 11 مرّة، اعتباراً من العام الماضي، في محاولة لكبح معدل التضخّم الذي لا يزال أعلى من المعدّل المستهدف.

ورفعت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي لسنة 2023 الثلاثاء، لكنها خفضت توقعات النمو للعام المقبل على وقع معدلات الفائدة المرتفعة الهادفة للسيطرة على التضخم.

وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد في المنظمة، كلير لومبارديلي، في مؤتمر صحافي، إننا "نشهد كيف يؤثر تشديد السياسة النقدية في اقتصاداتنا. إنها خطوة ضرورية لخفض التضخم، ولكنها موجعة".

وأضافت أن "تأثير السياسة النقدية المشددة يزداد وضوحاً، فيما تراجعت ثقة المستهلكين والشركات التجارية، وتلاشى الانتعاش في الصين".

وقالت المنظمة إنه "حتى وإن لم يجر رفع المعدلات أكثر، فإن انعكاسات خطوات رفعها السابقة ستواصل تأثيرها في الاقتصاد لفترة".

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون