أدخلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، شاحنات الوقود المخصص لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، بعد ستة أيام من المنع، الذي أدى، السبت الماضي، إلى توقف المحطة عن العمل كلياً عند ساعات الظهيرة.
وقالت اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع في غزة إنّ "الجانب الإسرائيلي أبلغنا بقرار إعادة فتح معبر كرم أبو سالم جزئياً اليوم الإثنين الساعة التاسعة صباحاً، لإدخال المحروقات والأعلاف والمواد الغذائية والمواد الطبية".
ومن المقرر أنّ يستمر إدخال وقود محطة توليد الكهرباء حتى ساعات المساء، لتصل في مجملها وفق مسؤولين فلسطينيين إلى ثلاثين شاحنة، إضافة إلى إدخال مستلزمات طبية ومواد غذائية وأعلاف وغيرها من المواد الأساسية.
وعند الساعة 11:30 من الليلة الماضية، دخل وقف إطلاق النار الذي رعته مصر بين حركة الجهاد الإسلامي والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ، رغم بعض الخروقات في الساعة الأولى منه من الجانبين، والتي سرعان ما توقفت.
انتهاء الوقود من الخزانات
وتوقفت محطة توليد الكهرباء في غزة، والتي تمد القطاع بنحو 60 ميغاواطاً، السبت، عن العمل بعد انتهاء الوقود من خزاناتها الصغيرة التي لا تتسع للكثير من الوقود، وأصبح جدول توزيع الكهرباء 4 ساعات وصل مقابل أكثر من 16 ساعة قطع.
وتعرضت شبكات الكهرباء في مناطق متفرقة من قطاع غزة لأعطال كبيرة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي استمر 56 ساعة، وفق شركة توزيع الكهرباء، التي قالت إنّ طواقمها تعمل على تأمين الأماكن من خطر هذه الأضرار وإعادة صيانة الشبكة المتضررة.
وتعود أزمة الكهرباء في غزة إلى منتصف عام 2006 حين قصفت طائرات حربية إسرائيلية محطة توليد الكهرباء الوحيدة، ما أدى إلى توقفها عن العمل بشكل كامل، ومنذ ذلك الوقت، أصبح القطاع يعاني بشكل مستمر من عجز كبير في الكهرباء.
وكانت مصر تمد محافظة رفح جنوباً بنحو ثلاثين ميغاواطاً من الكهرباء، لكنها توقفت منذ سنوات، ولم تعد تمدها حتى الآن رغم الوعود المصرية.
وقود بتمويل قطري
يحتاج سكان قطاع غزة إلى نحو 600 ميغاواط حتى يحصلوا على كهرباء متواصلة وغير منقطعة على مدار 24 ساعة، إلا أنهم لا يحصلون في الواقع إلا على 180 ميغاواطا، يُزوَّدون بـ120 ميغاواطا عن طريق الاحتلال الإسرائيلي مباشرة عبر عشرة خطوط، إلى جانب 60 ميغاواطا تنتجها محطة توليد الكهرباء في القطاع، التي تعمل بواسطة وقود يصل إليها من دولة الاحتلال بتمويل من قطر.
ويحصل بموجب ذلك أهالي غزة في أفضل الأحوال على فترات وصل كهرباء تمتد حتى 8 ساعات، مقابل 8 ساعات فصل، لكن ساعات الوصل تقلّ مع اشتداد درجات الحرارة في الصيف وانخفاضها في الشتاء، ومعهما يزيد عدد ساعات القطع.