حثت الصين وبعض الدول الغربية مواطنيها بتوخي الحذر، بسبب الاضطرابات التي قد تشكل تحدياً كبيراً لفرنسا في ذروة الموسم السياحي في الصيف، في حال تصاعدها في محيط المعالم السياحية بوسط المدينة.
وقال مكتب الشؤون القنصلية الصيني، وفقاً لوكالة "رويترز" اليوم الأحد، إن القنصلية العامة الصينية قدمت شكوى رسمية لفرنسا، بعدما تهشم زجاج حافلة تقلّ مجموعة سائحين صينيين يوم الخميس، مما ألحق إصابات طفيفة بهم.
وذكر البيان أن الشكوى الرسمية التي قدمها القنصل العام دعت فرنسا إلى ضمان سلامة المواطنين الصينيين وممتلكاتهم.
وحث بيان القنصلية الصينية المواطنين الصينيين في فرنسا أو المسافرين إليها على "توخي الحيطة والحذر"، في أعقاب أعمال الشغب التي اجتاحت فرنسا مؤخراً.
ودعت بريطانيا، السبت، رعاياها إلى توخّي الحذر، مع استمرار أعمال الشغب في فرنسا. كما طلبت السفارة التركية في باريس، الجمعة، من مواطنيها المقيمين في فرنسا أو أولئك الذين سيسافرون إليها توخي الحذر من أعمال العنف المنتشرة في أنحاء البلاد.
إخلاء شارع الشانزليزيه
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم الأحد، إن حدة أعمال الشغب في أنحاء فرنسا تراجعت الليلة الماضية، مع انتشار عشرات الآلاف من أفراد الشرطة في مدن بأنحاء البلاد بعد جنازة الشاب نائل، لكن قدراً من التوتر ظل قائماً بوسط العاصمة باريس، واندلعت اشتباكات متفرقة في نيس وستراسبورغ ومرسيليا.
ومساء السبت، أخلت قوات الشرطة في العاصمة الفرنسية باريس شارع الشانزليزيه من المارة، وسط الاحتجاجات المستمرة على خلفية مقتل الشاب نائل.
وقال مراسل "الأناضول" إن شرطة باريس بدأت بإخلاء الشارع من المارة، بمن فيهم السياح، منتصف ليل السبت/ الأحد.
وقال مراسل "رويترز" إن "قوات الأمن قامت بعمليات تفتيش. وجرت تغطية واجهات المتاجر بألواح لمنع احتمال حدوث تلفيات أو أعمال نهب".
ووفق مراسلي "فرانس برس"، جرى تفريق آخر المجموعات الشبابية قبل الثانية فجر الأحد (منتصف الليل بتوقيت غرينتش).
ويعرف الشانزليزيه باستقطابه السياح من جميع أنحاء العالم، حيث يشتهر بمقاهيه باهظة الثمن، ومتاجره الفاخرة، ومحلات بيع السيارات الراقية. والإيجارات التجارية فيه من بين أعلى المعدلات في العالم، ويشهد سنوياً العرض العسكري في يوم الباستيل.
وكانت المنطقة الأكثر سخونة الليلة الماضية هي مرسيليا، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الغاضبين، وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة حتى ساعة متأخرة من الليل.
كما حدثت اضطرابات في مدينة نيس المُطلة على البحر المتوسط، وفي مدينة ستراسبورغ شرق البلاد.
وسعياً لضبط أعمال العنف، قامت العديد من السلطات المحلية بفرض حظر تجول في فترات المساء، ووقف حركة النقل العام بحلول الساعة التاسعة، وهي القرارات التي من شأنها التأثير على الحركة داخل المدن المذكورة، فضلاً عما تمثله من صورة للأوضاع الأمنية بسبب الاحتجاجات.
ويطرح جزء من الأوساط السياسية، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، مسألة "فرض حال الطوارئ في البلاد، وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج".
وتستضيف فرنسا في الخريف كأس العالم للركبي، ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024.
ويسمح فرض حالة الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية، مثل منع التجول.
وأظهر مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، رجلي شرطة وهما يحاولان إيقاف سيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار من نافذتها على السائق، عندما حاول الانطلاق بها، ما أسفر عن مقتل الشاب.
ويواجه الشرطي تحقيقاً رسمياً في جريمة القتل العمد، وقد جرى وضعه رهن الاعتقال الأولي.