- الاضطرابات تدفع المستثمرين نحو عملات الملاذ الآمن، مما يضعف عملات الأسواق الناشئة ويرفع تكلفة الديون المقومة بالدولار، بالإضافة إلى التأثير السلبي المتوقع على الأسواق الآسيوية وإمدادات النفط.
- التوترات بين إيران وإسرائيل تسبب انخفاضاً في الأسهم الأمريكية وزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة، مع تحذيرات من تأثيرات تضخمية محتملة وتأثير حاسم لارتفاع أسعار النفط والغاز على الاقتصاد العالمي.
من المتوقع أن تثير الهجمات الإيرانية على إسرائيل موجة من القلق والذعر في أسواق المال العالمية، وتؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم، وتعوق خطط البنوك المركزية لخفض معدلات الفائدة المرتفعة، وتقود إلى مزيد من التراجع في أسواق المال العالمية. ولا يستبعد محللون أن تشهد أسواق المال تعاملات قلقة غداً الاثنين.
ويرجح محللون أن تشهد أسواق الأسهم العالمية ردود فعل غير محسوبة في جلسة التداول الأولى يوم الاثنين، حيث يشعر المستثمرون بالقلق بشأن تداعيات الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل.
ويخشى خبراء السوق من حدوث عمليات بيع ذعر في الأسواق كرد فعل على التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، قال خبير لصحيفة فايننشال إكسبريس الهندية اليوم الأحد: "سنرى كيف سيكون رد فعل المستثمرين الذين يتجنبون المخاطرة يوم الاثنين. هناك بعض القطاعات مثل الدفاع والطاقة والتكنولوجيا حساسة جداً لعدم الاستقرار الجيوسياسي.
وترتبط إيران وإسرائيل بروابط مباشرة مع هذه القطاعات، حيث تعد إيران لاعبًا رئيسيًا في مجال الطاقة العالمية بينما تتمتع إسرائيل بهيمنتها في مجالات الدفاع والتكنولوجيا العالمية.
في الأوقات المضطربة، عادة تتأثر معنويات المستثمرين في سوق العملات ويهرع المستثمرون إلى عملات الملاذ الآمن مثل الدولار الأميركي الذي من المتوقع أن يرتفع سعر صرفه ويزيد معاناة الاقتصادات العالمية والأسواق الناشئة.
ومن المتوقع أن تعاني الأسواق الناشئة بسبب هروب الأموال منها إلى الأسواق الأميركية، وبالتالي تضعف عملات وترفع كلف تسديد الديون المأخوذة بالدولار والعملات الأوروبية.
وفي حال تطور الهجمات المتبادلة بين طهران وتل أبيب وتأثيرها على إمدادات النفط الإيرانية أو على مضيق هرمز، فمن المتوقع أن يتزايد التأثير السلبي على الأسواق الآسيوية التي تعتمد على شراء الوقود من إيران ودول المنطقة العربية.
وبالتالي ترى "فايننشال إكسبريس" الهندية أن الروبية الهندية ستتعرض لضغوط بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام، حيث إن إيران منتج رئيسي للنفط الخام. كما ترجح حدوث أزمة كبيرة على مستوى إنتاج وإمدادات النفط، مما يزيد الوضع سوءاً إذا استمر تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل.
وكانت الأسهم الأميركية قد أنهت يوم الجمعة على انخفاض حاد وسط قلق "وول ستريت" بشأن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط واندفاع المتداولين إلى الملاذات الآمنة مثل السندات والذهب.
في هذا الصدد، قال رئيس الاحتياط الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس يوم الجمعة، إن التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وتأثيرها المحتمل على أسعار النفط هي "بطاقة جامحة" من ناحيتين.
ورأى أن أحد هذه المخاوف، هو كيف سيؤثر ذلك على التضخم إذا ارتفعت أسعار النفط. كما يسود قلق من زيادة تكاليف الإنتاج في جميع أنحاء الاقتصاد لأن أسعار الوقود تعتبر مدخلاً رئيسياً في عمليات الإنتاج وسلاسل الإمداد.
واعتبر جولسبي أن هذا الأمر سيكون بمثابة "صدمة سلبية في العرض"، والتي قال إنها قد تؤدي إلى "بيئة أكثر تضخمية"، حيث ترتفع أسعار السلع ويتعثر الاقتصاد.
وكان محللون قد توقعوا أن يؤدي الهجوم الإيراني على إسرائيل إلى ارتدادت واسعة وعميقة على الأسواق العالمية حينما تفتح غداً الاثنين، إذ من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بمقدار 15 دولاراً للبرميل، وفقاً لما نقلته نشرة "ماركت ووتش" عن خبراء اليوم الأحد.
وكان التوتر المتزايد في الشرق الأوسط أدى إلى ارتفاع الأسعار حتى الآن إلى أعلى مستوياتها خلال ستة أشهر، ولكن بعد أن شاركت إيران، وهي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، مشاركة مباشرة، في الحرب فإن عودة الأسعار إلى فوق 100 دولار للبرميل قد باتت متوقعة خلال الأسبوع الجاري.
وكان مؤشر داو جونز خسر 475 نقطة، أو 1.2%، يوم الجمعة بعد أن انخفض أكثر من 500 نقطة عند أدنى مستوياته. وتراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.5%، وخسر مؤشر ناسداك المركب 1.6%.
وأنهت جميع المؤشرات الرئيسية الأميركية الثلاثة تعاملات الأسبوع على انخفاض.
وذكر جولسبي، الذي لن يصوت على قرارات أسعار الفائدة هذا العام: "سيتعين علينا بالتأكيد مراقبة أسعار السلع الأساسية".
وسارع المستثمرون إلى وضع أموالهم في الملاذ الآمن يوم الجمعة، حيث هزت المخاوف الجيوسياسية وارتفاع أسعار النفط وول ستريت. وارتفعت العقود الآجلة للذهب لتستقر عند 2356.20 دولاراً للأوقية، ولكنها تراجعت لاحقاً.
من جانبه، حذر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لمصرف "جي بي مورغان ـ JPMorgan Chase"، المستثمرين يوم الجمعة، من أنه على الرغم من أن البيانات الاقتصادية القوية مطمئنة، إلا أن الاضطرابات الجيوسياسية والتضخم المستمر هي الأسباب الرئيسية للقلق.
كما أشار كذلك إلى حرب روسيا مع أوكرانيا باعتبارها مصدر قلق مستمر. وقال ديمون في نصريحات صحافية بعد صدور نتائج الربع الأول للبنك صباح الجمعة: "قد تكون الاضطرابات في الشرق الأوسط عاملاً حاسماً بشأن ما سيحدث للاقتصاد العالمي إذا ارتفعت أسعار النفط والغاز بشكل كبير" وانخفضت أسهم جي بي مورغان تشيس بنسبة 6.5% يوم الجمعة.
وتأتي المخاوف بشأن الاضطرابات الجيوسياسية في وقت عصيب بالفعل بالنسبة للمستثمرين، الذين يعانون من مخاوف من أن التضخم المستمر قد يدفع بنك الاحتياط الفيدرالي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة على الدولار عما كان متوقعا بعد رفعها إلى أعلى مستوى منذ 23 عاماً.
وحتى أن بعض مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي، قالوا إن رفع أسعار الفائدة ليس أمرًا مستبعدًا، على الرغم من أنه غير مرجح، إذا توقف تقدم البنك المركزي بشأن التضخم.
وأظهر أحدث استطلاع للمستهلكين أجرته جامعة ميشيغن، أن المعنويات ظلت ثابتة إلى حد كبير في إبريل/ نيسان، وفقًا لقراءة أولية صدرت يوم الجمعة.
وكانت عوائد سندات الخزانة الأميركية قد انخفضت مع سعي المتداولين إلى الحصول على السندات.
وارتفع صندوق iShares Core US Aggregate Bond المتداول في البورصة، والذي يتتبع أداء السندات الأميركية ذات الدرجة الاستثمارية، بنسبة 0.3%.