الأسهم الأميركية تستهل آخر أشهر العام بارتفاعات قوية... ومؤشر "إس أند بي" عند أعلى مستوياته في 2023

02 ديسمبر 2023
الأسهم الأميركية تواصل اندفاعة آخر العام (رويترز)
+ الخط -

واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية ارتفاعها في أول أيام الشهر الجديد، ليسجل مؤشر إس أند بي 500 أعلى مستوى إغلاق له في 2023، وليواصل مؤشر داو جونز الصناعي تسجيله لمستويات عليا جديدة، لم نشهدها هذا العام، رغم تأكيدات رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي على أن رفع الفائدة الأميركية ما زال على الطاولة.

وبنهاية تعاملات آخر أيام الأسبوع، كان مؤشر إس أند بي 500 مرتفعاً بنسبة 0.59%، كما أضاف مؤشر داو جونز الصناعي 0.82% لقيمته عند بداية تعاملات اليوم، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.55%. وقبل انتهاء العام بشهر، وصلت مكاسب مؤشر داو جونز الصناعي في 2023 إلى نسبة 9.4%.

وعارض رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول اليوم الجمعة توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة في العام المقبل، مشيراً إلى أنه "من السابق لأوانه أن نستنتج بثقة أن السياسة النقدية أصبحت مقيدة بما فيه الكفاية".

وعلى الرغم من ظهور سلسلة من المؤشرات الإيجابية في الآونة الأخيرة في ما يتعلق بالتضخم، قال رئيس البنك المركزي إن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تخطط "للاحتفاظ بالسياسة المقيدة" حتى يقتنع صناع السياسة بأن التضخم يتجه بقوة نحو مستواه المستهدف، والمقدر باثنين بالمائة.

وقال باول في تصريحات معدة سلفا لجمهوره في كلية سبيلمان في أتلانتا إنه "من السابق لأوانه أن نستنتج بثقة أننا حققنا موقفا تقييديا بما فيه الكفاية، أو أن نتكهن بموعد تخفيف السياسة"، مشيراً إلى أنهم في مجلس الاحتياط الفيدرالي على استعداد لتشديد السياسة بشكل أكبر إذا استلزم الأمر.

وفي أوروبا، مددت الأسهم اليوم الجمعة مكاسبها، بعد أداء قوي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، مدفوعة بزيادات حادة في قطاع التعدين، وبالتزامن مع استمرار التراجع في عوائد سندات منطقة اليورو، بسبب تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة.

وأغلق مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية مرتفعا 1% إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس/آب، بعدما سجل مكاسب شهرية بلغت 6.4% في نوفمبر/تشرين الثاني المنتهي.

وحقق المؤشر ارتفاعاً للأسبوع الثالث على التوالي، مدعوما بمكاسب في قطاع العقارات، شديد التأثر بأسعار الفائدة.

ومددت عوائد سندات منطقة اليورو تراجعها بعد صدور بيانات تصنيع ضعيفة في الولايات المتحدة، وتعليقات من جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي، تدعم الآمال في أن خفض أسعار الفائدة ربما يحدث في الربع الأول من العام المقبل.

ويتوقع بنك "غولدمان ساكس" أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بأول خفض لأسعار الفائدة في الربع الثاني من 2024، مقارنة بتوقع سابق بحدوث أول خفض في الربع الثالث من العام المقبل.

وتصدّر قطاع التعدين مكاسب القطاعات اليوم الجمعة، مرتفعاً بنسبة 4.2%، ومقتفيا أثر ارتفاع أسعار المعادن بفضل تراجع الدولار وبيانات داعمة من الصين، وهي من كبار المستهلكين.

وارتفع سهم "سيغنيفاي" للإضاءة بنسبة 4.9%، مع إعلان أكبر شركة لتصنيع الأضواء في العالم عن هيكل تنظيمي جديد لخفض التكاليف.

فيما هوى سهم شركة "فيابلاي" السويدية لخدمة بث الفيديو 74.4%، إلى مستوى قياسي منخفض، بسبب خطط لإعادة هيكلة ديونه.

وفي تعاملات آخر أيام الأسبوع أيضاً، وبعد يوم واحد من إعلان أوبك+ عن نيتها تقليص إنتاجها، تراجعت أسعار النفط، حيث تزايدت الشكوك في المدى الذي يمكن أن تلتزم به الدول أعضاء التحالف بحصصها من التخفيض.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت، لتفقد 1.98 دولار، أو 2.45%، وصولاً إلى 78.88 دولاراً للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي، لتهبط 1.89 دولار، أو 2.49%، ولتسجل 74.07 دولاراً للبرميل، عند التسوية.

واتفق أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤهم (أوبك+)، أمس الخميس، على إجراء تخفيضات إضافية في إمدادات النفط بمقدار مليون برميل يوميًا، تزامناً مع تمديد المملكة العربية السعودية خفضها الطوعي بنفس الحجم.

وتحولت الأسواق مرة أخرى نحو توقع ارتفاع أسعار النفط في العام الجديد، حيث تعهد منتجون آخرون بخفض الإنتاج.

وأصدر الكارتل الخميس بيانًا لم يؤيد رسميًا تخفيضات الإنتاج، لكن الدول الفردية أعلنت عن تخفيضات طوعية يبلغ إجماليها 2.2 مليون برميل يوميًا للربع الأول من عام 2024، وفقاً لما ذكرته رويترز.

وتقود التخفيضات المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في المجموعة، جهود تخفيض الإنتاج، حيث خفضت إنتاجها بنحو مليون برميل يومياً منذ بداية النصف الثاني من العام.

وقالت روسيا أيضاً إنها ستخفض الإمدادات بمقدار 300 ألف برميل يوميا من الخام و 200 ألف برميل يوميا من المنتجات البترولية الأخرى، خلال الربع الأول من العام القادم.

المساهمون