الأسهم الأميركية تتهاوى... وخسارة مؤشر ناسداك تقترب من 3%

01 اغسطس 2024
شركات التكنولوجيا تشهد تراجعات كبيرة، نيويورك، 13 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

تراجعت الأسهم الأميركية يوم الخميس، بعد ارتفاعات بسيطة شهدتها الدقائق الأولى من التعاملات، ليفقد مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 700 نقطة، ويخسر مؤشر ناسداك ما يقرب من 3% من قيمته، بعد صدور بيانات جديدة عن الاقتصاد الأميركي، فيما اعتبر واحداً من أسوأ أيام وول ستريت في عام 2024.

وبعد يومٍ واحد من تثبيت بنك الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة الأساسية، وفتحه الباب أمام خفضها في اجتماع سبتمبر/أيلول للمرة الأولى منذ عام 2021، وقبل نهاية تعاملات الخميس بساعة واحدة، مثلت نقاط التراجع في مؤشر داو جونز الأشهر في العالم أكثر من 1.75%، واقتربت خسارة مؤشر إس أند بي 500 الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي من 2%، بينما لامست خسارة مؤشر ناسداك، المتخم بأسهم شركات التكنولوجيا، 3%. 

وأثارت بعض البيانات الجديدة المخاوف بشأن الركود المحتمل وفكرة أن بنك الاحتياط الفيدرالي قد يكون "متأخرًا جدًا" لبدء خفض أسعار الفائدة، حيث ارتفعت طلبات الحصول على إعانة البطالة الأولية بأكبر قدر منذ أغسطس/آب 2023، وجاء مؤشر ISM للتصنيع، وهو مقياس لنشاط المصانع في الولايات المتحدة، عند 46.8%، وهو أسوأ من المتوقع وإشارة إلى اقتراب انكماش اقتصادي. 

وجاءت تراجعات الأسهم الأميركية يوم الخميس، على الرغم من تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات وانخفاضه إلى أقل من 4% لأول مرة منذ فبراير/شباط، والذي اعتُبر علامة على تزايد احتمالات إجراء أكثر من خفض لأسعار الفائدة الأميركية قبل نهاية العام، في أعقاب تصريحات رئيس البنك الفيدرالي الأميركي جيروم باول التي تلت الإعلان عن تثبيت الفائدة يوم الأربعاء. وعادة ما يمثل تراجع عائد السندات قوة دفع للأسهم الأميركية.

وأمس الأربعاء، قرر البنك الفيدرالي الأميركي تثبيت أسعار الفائدة، للمرة الثامنة على التوالي، عند نطاق 5.25% - 5.50%، مؤكداً ملاحظته إحراز تقدم على صعيد محاربة التضخم وإبطاء سوق العمل، وهو ما اعتبر أنه يقرب التضخم من مستهدفه، الأمر الذي فتح الباب أمام خفض أسعار الفائدة في المستقبل، رغم تجنبه الإشارة إلى خفض وشيك. ورغم تحفظ رئيس البنك في ردوده على الصحافيين وإشارته إلى المخاوف المستمرة بشأن الظروف الاقتصادية، احتفلت أسواق الأسهم في الساعتين الأخيرتين من تعاملات الأربعاء، وزادت من مكاسبها التي تحققت في الساعات الأولى من اليوم.

قال كريس روبكي، كبير الاقتصاديين في FWDBONDS للاستثمارات، لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية: "تستمر البيانات الاقتصادية في التدحرج في اتجاه الانحدار، إن لم يكن الركود، هذا الصباح. لا تعرف سوق الأسهم ما إذا كانت تضحك أم تبكي لأنه في حين قد تأتي ثلاثة تخفيضات لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي هذا العام، وتتراجع عائدات السندات لمدة عشر سنوات إلى أقل من 4%، فإن رياح الركود تهب بقوة".

واستهلت الأسهم الأميركية تعاملات اليوم على ارتفاع، حيث ارتفعت أسهم شركة ميتا بعد الإعلان عن تحقيق نتائج قوية في الربع الثاني من العام، لتقفز أكثر من 5%، إلا أنها أصبحت بعد وقت قليل واحدة من الشركات القليلة في المنطقة الخضراء. وبالتزامن، تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث خسر سهم إنفيديا، شركة صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي الرائدة، أكثر من 7% يوم الخميس، فيما اعتبره البعض إشارة على أن المستثمرين يقومون بشكل عام بسحب أموالهم من شركات الرقائق، بعد مكاسب قياسية هذا العام، في وقت قد يكون أكثر تقلبًا للسوق مع اقتراب انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الرئاسية في الولايات المتحدة.

ورغم تراجعات الخميس، لا يزال مؤشر إس آند بي 500 مرتفعًا بنسبة 14% لهذا العام، بعدما حقق في يوليو/تموز المنتهي ثامن شهر إيجابي في آخر تسعة أشهر. وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، أنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات الخميس على انخفاض بأكثر من 1%، وسط موجة بيع لأسهم قطاع البنوك، بعدما خفض بنك سوسيتيه جنرال توقعاته لمستهدفات رئيسية في قسم التجزئة بفرنسا، علاوة على تخفيض بنك إنكلترا (المركزي) لسعر الفائدة لأول مرة في أكثر من أربع سنوات. وأغلق المؤشر ستوكس 600 على تراجع بنسبة 1.2% بعدما لامس أعلى مستوى في أسبوعين في الجلسة السابقة.

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.