الأردن يحذر من الاحتيال بالذكاء الاصطناعي

04 يونيو 2023
الحكومة طالبت القطاعات الاقتصادية بالحذر في التعاملات التجارية والمالية (فرانس برس)
+ الخط -

حذّرت الحكومة الأردنية مواطنيها والقطاعات الاقتصادية من الوقوع ضحايا لعمليات احتيال تجاري ومالي تقوم بها بعض الجهات والأفراد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتزوير المظاهر والأصوات لتنفيذ أعمال غير مشروعة.

وخاطبت الحكومة القطاعات التجارية والصناعية للتعميم على أعضائها لضرورة التعامل بحذر مع التعاملات التجارية والتحويلات المالية والتأكد من سلامة الإجراءات والتحقق من الجهة المقابلة، مؤكدة أهمية المحافظة على المعلومات والبيانات الشخصية لتفادي الوقوع ضحية لممارسات الاحتيال باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقال مسؤول حكومي لـ"العربي الجديد" إنه تم تلقي خطاب من السفارة الأردنية في الصين تشير إلى التحذيرات التي أطلقتها الجهات المختصة هناك بشأن الاحتيال بالذكاء الاصطناعي وانتشار الأشخاص والجهات التي تمارس هذه الأعمال.

وأضاف أنه جرت مخاطبة الجهات المعنية والقطاعات الاقتصادية من تجار وصناعيين وغيرهم للانتباه إلى مخاطر تلك الممارسات.

وفي كتاب وجهته السفارة الأردنية في بكين إلى وزارة الخارجية في بلادها قالت إن الصحف الرسمية الصينية أصدرت تحذيراً نقلاً عن إدارات الأمن العام في عدة مدن في جمهورية الصين الشعبية تطلب من المواطنين والشركات الحذر بعد الكشف عن العديد من حالات الاحتيال بالذكاء الاصطناعي.

ووفقاً للكتاب فقد تم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات الناس ومظاهرهم، وهناك العديد من الحالات التي جرى فيها استخدام الذكاء الاصطناعي للإيقاع بالضحايا لتحويل مبالغ مالية كبيرة، معتقدين أن المتصلين عبر الفيديو هم أشخاص معروفون لديهم بينما كانت عمليات مزيفة واتصالات غير حقيقية.

كما أن جمعية الإنترنت في الصين بحسب الكتاب أصدرت في الرابع والعشرين من مايو/ أيار الماضي بيانات حول عمليات احتيال لمبادلة الوجه. وقالت الجمعية إن التكنولوجيا المزيفة العميقة أصبحت متاحة بحرية أكبر.

وقالت السفارة في كتابها استناداً إلى البيانات الصادرة عن الجهات الصينية المختصة إنه أصبح من الشائع بشكل متزايد أن يستخدم بعض الأشخاص الذكاء الاصطناعي لأغراض إجرامية، بما في ذلك الاحتيال والافتراء، ويحتاج الناس إلى توخي اليقظة وتعزيز وعيهم وحماية أنفسهم من الوقوع كضحايا لعمليات الاحتيال.

وأكدت ضرورة أن يكون المواطنون أكثر وعياً بحماية المعلومات الشخصية وألا يكونوا متسرعين في تقديم صور لوجوههم وبصمات أصابعهم وبيانات بيومترية أخرى للغرباء، لافتة إلى أهمية عدم الكشف عن تفاصيل بطاقات الهوية والبطاقات المصرفية ورموز التحقق وغيرها من المعلومات المماثلة.

وتم الإيعاز للجهات المعنية وغرفة التجارة والصناعة لإبلاغ التجار والمستوردين توخي الحذر في حال الاتصال عبر الفيديو أو الإنترنت لإجراء عمليات تجارية أو مالية. وتبلغ واردات الأردن من الصين سنوياً حوالي 7 مليارات دولار من مختلف السلع. وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري للأردن حيث تشكل تعتبر السلع الصينية الأكثر رواجاً في السوق الأردني نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة بالسلع المثيلة الأخرى.

وكانت جهات مختصة قد نبهت أيضاً إلى مخاطر مؤكدة لثورة الذكاء الاصطناعي على القطاعات كافة بما في ذلك سوق العمل من خلال تسريح أعداد كبيرة من العاملين واعتماد الشركات وقطاعات الأعمال على تقنيات الذكاء الاصطناعي والأعمال الإلكترونية لتأدية أعمالها عوضاً عن تشغيل الأشخاص، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر على مستوى العالم.

ولا تزال اللوائح المتعلقة بتنظيم الذكاء الاصطناعي في الكثير من الدول مثار جدل كبير، وسط مخاوف من تداعيات سلبية لانتشار هذه التكنولوجيا. وكان "دويتشه بنك" الألماني قد دعا إلى وضع لوائح لتنظيم الذكاء الاصطناعي، إذ إن غيابها يعرض الشركات لمخاطر تنظيمية.

ويعمل الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، على وضع قواعد منسقة منذ عام 2021، ويُتوقع أن يُقر قانون الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية العام الجاري أو أوائل عام 2024. وفي بعضٍ من استجابات الحكومات على إطلاق "تشات جي بي تي"، حظرت إيطاليا التطبيق في إبريل/ نيسان الماضي، متعللة بمخاوف تتعلق بالخصوصية. وفي الولايات المتحدة، لم تصغ أي لوائح تنظيمية بعد، لكن إدارة الرئيس جو بايدن بدأت تحصر التعليقات العامة حول إجراءات المساءلة.

المساهمون