شهدت أسعار العديد من المواد الغذائية الأساسية في الأردن ارتفاعا بنسبة وصلت إلى 30% بالنسبة لبعض السلع، وشملت الزيوت النباتية والأرز والسكر والدجاج وأصنافا من اللحوم.
وقال تجار لـ"العربي الجديد" إن ارتفاع الأسعار يعود إلى غلاء السلع في الأسواق العالمية والبلدان التي يستورد منها الأردن احتياجاته الغذائية، لعدة أسباب، أهمها التغيرات السعرية التي طرأت على مدخلات ومستلزمات الإنتاج وتداعيات جائحة كورونا.
وقال رئيس جمعية حماية المستهلك الأردنية، محمد عبيدات، لـ"العربي الجديد"، إن أسعار أصناف مختلفة من الأغذية ارتفعت بشكل كبير، مؤخرا، في السوق المحلي وتجاوزت في بعض السلع ما نسبته 30%، خاصة الزيوت النباتية والدجاج المنتج محليا والمستورد والخضار والفواكه.
وأضاف أن ذلك يعود لعدة أسباب، منها ممارسات بعض التجار وقيامهم بعكس ارتفاع الأسعار عالميا على السلع المحلية بشكل مبالغ فيه، وكذلك الإجراءات الحكومية بمنع الاستيراد من الخارج بحجة حماية المنتج المحلي، رغم حاجة الاستهلاك المتزايدة.
وأشار رئيس جمعية حماية المستهلك الأردنية إلى الارتفاع الكبير في أسعار الدجاج وبعض أصناف الفواكه، مثل الموز، نتيجة لوقف عمليات الاستيراد.
وأكد عبيدات على ضرورة فتح باب الاستيراد، وتشديد الرقابة على التجارة، وتحديد أسعار السلع التي ترتفع أسعارها بشكل غير مبرر، إلى جانب إعادة النظر في الضرائب والرسوم الجمركية المفروضة على بعض المواد.
ووفقا لأحدث بيانات البنك المركزي الأردني، فقد سجل المستوى العام للأسعار تضخما نسبته 4% خلال الأحد عشر شهرا الأولى من العام الماضي، بالمقارنة مع تضخم نسبته 8% لذات الفترة من العام 2019، وفق البيانات الرسمية.
وجاء هذا الارتفاع، بحسب البيانات، محصلة لارتفاع أسعار الفواكه والمكسرات بنسبة 5.1%، بالمقارنة مع تراجع نسبته 4.3% خلال الفترة المقابلة من عام 2019.
كما ارتفعت أسعار الألبان ومنتجاتها والبيض بنسبة 4.3%، بالمقارنة مع تراجع نسبته 2.7% لذات الفترة من عام 2019، كما ارتفعت أسعار الخضروات والفواكه والمكسرات بنسبة 8%.
وقال التاجر خلدون العقاد، أحد كبار مستوردي المواد الغذائية في الأردن، لـ"العربي الجديد"، إن جائحة كورونا تسببت في ارتفاع أسعار العديد من السلع، مثل اللحوم والدجاج والزيوت في الأسواق العالمية، ما يتطلب من التجار تجاوز هذه المرحلة وفتح باب الاستيراد من مناشئ مختلفة لتلبية حاجة السوق والبحث عن أسعار أفضل.
وأضاف أن لدى التجار مخزونا كبيرا من المواد الغذائية الأساسية المستوردة، لا سيما من اللحوم والأسماك والمواد الأخرى، لكن مع اقتراب شهر رمضان المبارك لابد من التحوط بالحصول على كميات إضافية، تحسبا لارتفاع الطلب، وما قد يحدث في الأسواق العالمية بسبب الجائحة.
ومن جانبه، قال رئيس الاتحاد النوعي لمربي الدواجن، فارس حمودة، إن ارتفاع أسعار الدجاج مؤخرا يعود إلى زيادة كلف الإنتاج وقلة الكميات المنتجة في المزارع، حيث تكبّد مستثمرون في قطاع الدواجن خسائر باهظة خلال الفترة الأخيرة.
وبين رئيس الاتحاد النوعي لمربي الدواجن أن ارتفاع أسعار مدخلات ومستلزمات الإنتاج ساهم في عزوف البعض عن تربية الدجاج، إضافة إلى تراجع الطلب المحلي بسبب انخفاض القدرات الشرائية للمواطنين والتي تعمقت بسبب أزمة كورونا.
وارتفعت أسعار الدجاج من حوالي دينار إلى 1.7 دينار (الدولار = 0.71 دينار أردني) في السوق المحلي منذ حوالي عشرة أيام، ما أدى إلى تراجع الطلب والعزوف عن الشراء لدى غالبية المواطنين.
وقال مدير مديرية مراقبة الأسواق في وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية، علي الطلافحة، لـ"العربي الجديد"، إن المطلوب من التجار المحافظة على استقرار الأسعار، ومراعاة ظروف المواطنين، والعمل على تعزيز المخزون الاستراتيجي من المواد التموينية.
وأضاف الطلافحة أن هناك تنسيقا مع وزارة الزراعة لأجل معالجة بعض المطالب التي تقدم بها مستوردو المواد الغذائية، بما في ذلك تسهيل إجراءات الاستيراد. وتعرضت مختلف الأنشطة الاقتصادية في الأردن لأضرار بالغة بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحد من تفشي فيروس كورونا.