الأردنيون يستقبلون موسم المدارس بجيوب فارغة

 بدأ العد التنازلي لبدء العام الدارسي الجديد في الأردن، والذي سينطلق في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وسط فرحة ممزوجة بصعوبة العيش والمعاناة نتيجة للأوضاع المعيشية المتردية للمواطنين، وما شهدته السنوات القليلة الماضية من ارتفاع كبير للأسعار وتآكل الأجور والضغوطات الاقتصادية الكلية للبلاد، نتيجة للأزمات التي تمر بها المنطقة، وخصوصاً ما يحدث في كل من سوريا والعراق.

وما زاد معاناة الأردنيين هذا العام، حلول العام الدراسي مباشرة بعد شهر رمضان وعيد الفطر، وما تخللهما من إنفاق كبير على المجالات الاساسية من طعام وثياب وغيرها، واليوم هم أمام ضرورات ملحة لتجهيز أبنائهم لموسم تعليمي جديد رغم ضائقة اليد لكثيرين منهم، حيث يصل الإنفاق على مستلزمات الدراسة حوالى 43 مليون دولار سنوياً.

حقيبة الطالب الفقير
وبلغ معدل التضخم  في الأردن خلال الشهور الخمسة الاولى من العام الحالي 3.3 في المائة، بحسب ما أعلنته دائرة الاحصاءات العامة الحكومية.

ويجهد غالبية ارباب الاسر كثيرا هذه الفترة بالتفكير في كيفية تأمين مستلزمات العام الدرسي، الذي بات على الأبواب، والفقراء منهم ينتظرون مد يد العون لهم من قبل الجمعيات، التي تنشط في مساعدة  ما امكن من الطلبة الفقراء، تحت عنوان " حقيبة الطالب الفقير".

ويتجاوز عدد طلبة المدراس في الاردن المليون طالب وطالبة، في مختلف المراحل التعليمية المدرسية، كما ان التعليم في البلاد إلزامي، ويُعاقَب كل من يحرم ابنه من التعليم وخاصة الاساسي.

الى ذلك، قال رئيس تجار القرطاسية والمكتبات، غازي قاقيش، لـ"العربي الجديد"، ان معاناة المواطنين تتجدد هذه الايام مع قرب العام الدراسي الجديد، ورغم ان اسعار المستلزمات، من دفاتر واقلام وحقائب، مستقرة وبعضها يميل إلى الانخفاض إلا أن الأوضاع المعيشية للاسر صعبة، وخصوصاً بعد انقضاء شهر رمضان وعيد الفطر.

تأثيرات إلغاء الدعم
واضاف قاقيش ان جميع المستلزمات متوفرة في السوق، وهي بمواصفات مختلفة، ومن بلدان متعددة، مشيرا الى ان معدل استهلاك الاردن من تلك المستلزمات يبلغ حوالى 43 مليون دولار سنويا، وغالبية البضائع يتم استيرادها من الصين.

واشار قاقيش الى ان هناك عدة جهات تنشط هذه الفترة لمساعدة الطلبة الفقراء في الاردن على تأمين مستلزمات المدرسة، حيث يتم شراء الحقائب والدفاتر والاقلام وتوزيعها عليهم ضمن آليات محددة.

وبالنسبة إلى الطلبة السوريين، قال ان جمعيات ومؤسسات الإغاثة الدولية تقوم بتأمين احتياجاتهم من المستلزمات المدرسية، وتوزيعها عليهم، وذلك من خلال طرح عطاءات محلية والشراء مباشرة من الموردين.

وتقدر نسبة الفقر في الاردن بنحو 14.4 في المائة وفق آخر دراسات قامت بها الحكومة عام 2010، لكن المؤشرات تؤكد ارتفاع هذه النسبة نتيجة للزيادة التي طرأت على الأسعار في السنوات الثلاث الماضية، بعد رفع اسعارالمحروقات وإلغاء الدعم عنها.