استقالة وزيرة مالية كندا بسبب خلافات حول السياسة المالية والتعامل مع ترامب

16 ديسمبر 2024
وزيرة المالية الكندية المستقيلة كريستيا فريلاند، تورنتو، 29نوفمبر2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استقالت كريستيا فريلاند من حكومة ترودو بسبب خلافات حول السياسة المالية والتعامل مع إدارة ترامب، مما أدى إلى تراجع الدولار الكندي وارتفاع عوائد السندات.
- تعتبر استقالة فريلاند خسارة كبيرة لحكومة ترودو، حيث كانت شخصية بارزة وولاءها له، وتأتي في وقت يتخلف فيه الحزب الليبرالي عن المحافظين في استطلاعات الرأي.
- انتقدت فريلاند "القومية الاقتصادية العدوانية" لترامب وخطط الحكومة المالية، مؤكدة نيتها الترشح لإعادة انتخابها في تورونتو رغم استقالتها.

استقالت وزيرة مالية كندا كريستيا فريلاند من حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو بسبب خلافات حول السياسة المالية وكيفية الاستعداد لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، فيما اعتبرته بلومبيرغ حدثاً سياسياً يمثل زلزالاً يهز الحكومة الكندية من أعماقها.

ولطالما كانت فريلاند الشخصية الأقوى التي تخدم تحت قيادة ترودو لسنوات، فقد كانت تحمل أيضاً لقب نائبة رئيس الوزراء. وبعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، عينها ترودو لقيادة مجموعة وزارية لوضع استراتيجية للرد على السياسات الأميركية.

وأعلنت فريلاند استقالتها عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي صباح الاثنين، مشيرة في رسالة إلى رئيس الوزراء إلى أنهما "على خلاف حول أفضل مسار للمضي قدماً بالنسبة لكندا". وجاء إعلان وزيرة مالية كندا قبل ساعات قليلة من تقديمها تحديثاً مالياً واقتصادياً في البرلمان.

ولم يعين ترودو حتى الآن بديلاً لفريلاند، لكن وزارة المالية أعلنت بعد ظهر الاثنين أن التحديث المالي سيستمر كما كان مخططاً له. وكان من المتوقع أن يُكشف عنه قرابة الساعة 4 مساءً بتوقيت أوتاوا، رغم أنه لم يتضح على الفور من سيقدمه في مجلس العموم.

وبعد الإعلان عن استقالة وزيرة مالية كندا مباشرة، تراجعت قيمة الدولار الكندي إلى 1.4271 دولار كندي مقابل الدولار الأميركي، بينما قفزت عوائد السندات، فقد وصل عائد السند القياسي لمدة عامين إلى 3.05% بحلول الساعة 11:58 صباحاً بتوقيت أوتاوا. ودعا زعيم المعارضة المحافظة بيير بويليفر إلى إجراء انتخابات مبكرة.

وقال بويليفر: "هذه لحظة خطيرة. حان الوقت لإنهاء تفويض الحكومة. لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر".

استقالة وزيرة مالية كندا خسارة كبيرة لحكومة ترودو

وكانت فريلاند واحدة من أكثر وزراء ترودو ولاءً، وشغلت مناصب وزارية رفيعة خلال السنوات التسع الماضية من هذه الحكومة. وتمثل استقالتها ضربة كبيرة لرئيس الوزراء، الذي فقد عدداً من المسؤولين الكبار في الأشهر الأخيرة. ويتخلف حزب ترودو الليبرالي عن الحزب المحافظ بنحو 20 نقطة في استطلاعات الرأي العام الأخيرة، مع اقتراب انتخابات العام المقبل.

وتحدثت رسالة استقالة فريلاند عن "القومية الاقتصادية العدوانية" التي ينتهجها ترامب، بما في ذلك تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع القادمة من كندا والمكسيك، وهي خطوة ستكون ضارة للغاية بالاقتصاد الكندي.

وكتبت وزيرة مالية كندا: "بلدنا يواجه اليوم تحدياً خطيراً. نحن بحاجة إلى أخذ هذا التهديد على محمل الجد. وهذا يعني الحفاظ على مواردنا المالية الآن، حتى تكون لدينا الاحتياطات اللازمة لحرب جمركية قادمة، وهو ما يعني تجنب الحيل السياسية المكلفة، التي لا يمكننا تحملها، والتي تؤدي إلى تزايد شكوك الكنديين في أننا ندرك خطورة الوضع".

وتقول بلومبيرغ إن عبارة "الحيل السياسية" تشير على الأرجح إلى إعلان الحكومة الشهر الماضي عن خطة لإعفاء ضريبي لمدة شهرين على بعض السلع، مثل الألعاب وأشجار عيد الميلاد، بالإضافة إلى إرسال شيكات بقيمة 250 دولاراً كندياً لملايين الكنديين. ودخل الإعفاء الضريبي حيز التنفيذ في 14 ديسمبر/كانون الأول، لكن الحكومة لم تحصل حتى الآن على الأصوات اللازمة لتمرير الشيكات. وتُقدر التكلفة الإجمالية لهذه الحزمة بأكثر من ستة مليارات دولار كندي (4.2 مليارات دولار أميركي).

وقال المحلل ريشي ميشرا من شركة Futures First Canada Inc إن "تعليقها حول الحفاظ على الموارد المالية هو الجزء الأكثر إدانة. عندما تقول وزيرة المالية لدولة ما إنها لا تملك مساحة مالية، يؤدي ذلك إلى بيع السندات". واعترفت فريلاند الأسبوع الماضي بأن الحكومة من المرجح أن تخالف تعهدها السابق بالحفاظ على عجز الميزانية عند نحو 40 مليار دولار كندي. 

وقالت في رسالتها إن ترودو أخبرها يوم الجمعة أنه يريدها أن تعمل في حقيبة وزارية مختلفة، لكنها شعرت أن "المسار الوحيد الصادق والقابل للتطبيق هو استقالتي من الحكومة". ووفقاً لمسؤول حكومي تحدث لبلومبيرغ بشرط عدم الكشف عن هويته، عرض ترودو على فريلاند منصباً لإدارة العلاقة بين كندا والولايات المتحدة، لكنه لم يتضمن حقيبة وزارية.

تاريخ من الاستقالات في وزارة المالية

شهدت حكومة ترودو الآن رحيل وزيري مالية في فترة تزيد قليلاً عن أربع سنوات، إذ كانت فريلاند، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب في كندا، قد تولت الوزارة في عام 2020 بعد خلاف بين ترودو ووزير المالية السابق بيل مورنو حول قضايا مثل الإنفاق على برامج دعم كوفيد-19.

وأكدت فريلاند في رسالتها أنها لا تزال تخطط للترشح لإعادة انتخابها في دائرتها الانتخابية في تورونتو. وقالت دومينيك لابوانت، من شركة Manulife Investment Management لإدارة الاستثمارات، عبر البريد الإلكتروني: "هذا يضيف بالتأكيد طبقة أخرى من عدم اليقين مع دخولنا على الأرجح فترة من التقلبات بسبب الإدارة الأميركية المقبلة".

 

المساهمون