استمع إلى الملخص
- قطر تُعد من كبار المستثمرين في بريطانيا، حيث تمتلك استثمارات في قطاعات متعددة مثل الطاقة والعقارات، وتشمل استثماراتها كناري وارف، شارد، وهارودز، وحصص في مطار هيثرو وسينسبري.
- تعهدت قطر وبريطانيا بمضاعفة تمويلهما المشترك إلى 100 مليون دولار لدعم التنمية المستدامة ومعالجة الأزمات الإنسانية، وتساهم قطر في تزويد بريطانيا بـ 20% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي.
أضافت قطر إلى قطاعات استثماراتها المليارية في بريطانيا، قطاعا جديدا، بقيمة مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار)، للاستثمار في تكنولوجيا المناخ. وجاء ذلك إثر زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى المملكة المتحدة الاثنين الماضي، إذ التقى الملك تشارلز الثالث في لندن أول من أمس الثلاثاء. ووقعت قطر وبريطانيا، خلال الزيارة، عدة اتفاقيات تعاون منها مذكرة تفاهم، لتعزيز التعاون في الخدمات المالية مع التركيز على تطوير قطاعات مثل التكنولوجيا المالية والتمويل الأخضر.
وتتوقع الحكومة البريطانية أن يؤدي هذا الاستثمار إلى توفير آلاف الوظائف وتدشين مراكز لتكنولوجيا المناخ في كلا البلدين لتسريع تطوير التقنيات المراعية للبيئة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة رولز رويس، توفان إرجينبيلجيك، في بيان، وفقا لوكالة رويترز، إن "تمكين التحول في مجال الطاقة من خلال تقنيات خفض انبعاثات الكربون يشكل جزءا أساسيا من استراتيجيتنا". وأضاف "نحن سعداء بدولة قطر شريكاً استراتيجياً سيدعم نمو هذه التقنيات".
وقال عمدة الحي المالي بلندن، اللورد أليستر كينغ، إن "زيارة أمير قطر تأتي في لحظة تاريخية، حيث نستعد للإعلان عن اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي نأمل أن توقع قريبا"، مشيرا إلى أن الاتفاقية ستحقق فرصا ضخمة لكل من الشركات القطرية والبريطانية.
وأضاف كينغ لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إن المملكة المتحدة تنظر إلى قطر بوصفها شريكا استثماريا بالغ الأهمية وتشعر بالامتنان للثقة التي تجلت في استثمارات قطر في العديد من مؤسساتها، وأعمالها التجارية، لافتا إلى أن هذه الاستثمارات لا تقتصر على لندن فحسب، بل تمتد لأجزاء عديدة من المملكة المتحدة، حيث إن الفرص الاستثمارية توجد أيضا جنوب شرق إنكلترا.
وفي هذا السياق، يشير الخبير في الاقتصاد الدولي، رائد المصري، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاستثمار الجديد في تكنولوجيا المناخ يرفع من حجم الاستثمارات القطرية في الاقتصاد البريطاني البالغة 40 مليار جنيه إسترليني، والتي تتركز في قطاعات الطاقة، والمالية، والبنية التحتية، والعقارات، والسياحة والضيافة، وغيرها. لافتا إلى أن ما أعلنته قطر خلال عام المونديال 2022 عزمها على استثمار عشرة مليارات جنيه إسترليني إضافية في المملكة المتحدة بحلول 2027.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن السياسة الاقتصادية للدوحة تقوم على مروحة واسعة من العلاقات التبادلية من الاستثمارات التجارية، انعكست، خلال السنوات الأخيرة، ارتياحاً كبيراً على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة مع الاتحاد الأوروبي، لما تمتلكه قطر من مقومات اقتصادية كبيرة مالياً وطاقويا.
وتعتبر الدولة الخليجية من كبار المستثمرين في بريطانيا من خلال الصندوق السيادي القطري، الذي يملك منطقة الأعمال والترفيه في كناري وارف في شرق لندن ـ وناطحة السحاب شارد في وسط العاصمة البريطانية. كما تشمل الاستثمارات القطرية في لندن القطاع التجاري من خلال متجر "هارودز" الشهير، والقرية الأولمبية، بالإضافة إلى حصص متفاوتة في عدد من الفنادق، مثل "سافوي"، و"إنتركونتننتال"، و"كلاريدجز".
كما تملك قطر حصصا استراتيجية في عدد من أهم الشركات والأصول البريطانية، مثل حصة 20% في مطار هيثرو بلندن، و22% من شركة سينسبري لمتاجر التجزئة، كما أنها أكبر مساهم بـ20% في مجموعة "آي إي جي" المالكة للخطوط الجوية البريطانية، وتملك قطر أكثر من 6% من أسهم بنك باركليز، وحصة في شركة "رويال داتش شل" للطاقة، و9% من شركة "غلينكور" البريطانية السويسرية للتعدين وتجارة السلع الأولية.
وتعد محطة ساوث هوك للغاز الاستثمار الاستراتيجي الأضخم بين قطر وبريطانيا في مجال الغاز الطبيعي المسال، وتزود الدوحة بريطانيا بما يقرب من 20% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي سنويا.
وعلى هامش الزيارة تعهد البلدان أمس بمضاعفة تمويلهما المشترك لمعالجة الأزمات الإنسانية ومبادرات التنمية الدولية إلى 100 مليون دولار، ويدعم التمويل المشترك مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى معالجة الأزمات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، ومواجهة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية والنزوح.