وكأنه لم تكن هناك أزمات ولا انهيار مصارف، ولا تضخم مرتفع أو ركود لا مفر منه، أنهت مؤشرات الأسهم الأميركية تعاملات يوم الأربعاء في المنطقة الخضراء، معوضةً خسائر اليوم السابق، وفي طريقها لتحقيق أسبوع ثانٍ من الارتفاعات لمؤشر داو جونز الصناعي، في آخر ثلاثة أسابيع.
ولم تنتقل مؤشرات الأسهم إلى المنطقة الحمراء في أي لحظة من الجلسة التي شهدت ارتفاع مؤشر ناسداك، الأكثر حساسية لتغيرات سعر الفائدة، بنحو 1.8%، وارتفاع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1.4%، بينما اكتفى مؤشر داو جونز الصناعي بالارتفاع بنسبة 1%.
ولعبت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، التي أعلنت خلال الأسابيع الأخيرة عن تسريحات ضخمة للعمالة بهدف ترشيد النفقات، الدور الأكبر في ارتفاعات يوم الأربعاء، حيث قفز سهم أمازون بنسبة 3%، وارتفع سهما ميتا (فيسبوك) ونتفليكس بأكثر من 2%.
وارتفع أيضاً صندوق الأسهم الإقليمية KRE، الذي شهد تراجعات كبيرة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة بسبب مخاوف انتشار أزمة نقص السيولة في البنوك، بنسبة 1%.
وقال مدير المحافظ لدى شركة "غلوبال إنفستمنز" توماس مارتين، في لقاء مع قناة سي إن بي سي المعنية بالاقتصاد، إنّ "تقلبات الأسعار موجودة طوال الوقت بالأسواق، إلا أنها لم تكن أبداً بهذه الحدة".
وأشار توماس إلى العديد من العوامل التي تؤثر في الأسواق بقوة هذه الأيام، ومنها نتائج أعمال الشركات، وتحرك معدلات الفائدة، واحتمالات دخول الاقتصاد الأكبر في العالم في ركود، ثم أزمة المصارف خلال الأسابيع الأخيرة، على حد قوله.
وسيراقب المستثمرون يوم الخميس البيانات الاقتصادية، بشأن تعويضات البطالة الأسبوعية والناتج المحلي الإجمالي.
ومن المقرر أن يتحدث كلٌّ من رئيسة مجلس الاحتياط الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز، ورئيس بنك ريتشموند الفيدرالي توماس باركين، ورئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري في فترة ما بعد الظهر.
وعادة ما تحمل كلمات المسؤولين على هذا المستوى بعض الإشارات لتوقعاتهم بتغير سعر الفائدة.
وأنهت الأسهم الأوروبية تعاملات الأربعاء على ارتفاع، مدعومة بمكاسب في أسهم قطاع البنوك، من بينها سهم بنك يو بي إس السويسري الذي ارتفع بعد تعيين رئيس تنفيذي جديد له.
وساعدت التوقعات القوية من جانب شركة إنفنيون الألمانية على تحسين مزاج المستثمرين، فأغلق مؤشر ستوكس 600 مرتفعاً 1.3%.
وارتفع سهم "يو بي إس" 3.7% بعد تعيين سيرجيو إيرموتي رئيساً تنفيذياً له لإدارة عملية الاستحواذ على منافسه الأصغر بنك كريدي سويس.
وقفز سهم "كريدي سويس" 4.0%، بينما ارتفع مؤشر الخدمات المالية ومؤشر قطاع البنوك بين 1.8% و1.9%.
واتجه المؤشر ستوكس 600 نحو تحقيق خسائر شهرية، مع توقع انخفاض أسهم البنوك نحو 15%، بعد انهيار بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر الأميركيين والاستحواذ على "كريدي سويس"، مما أثار مخاوف بشأن قوة القطاع المصرفي، وفقاً لوكالة رويترز.
وأنهى النفط يوم الأربعاء على انخفاض، في تعاملات متقلبة، مع تطلع المستثمرين إلى جني الأرباح للاستفادة من ارتفاع الأسعار على مدى يومين متتاليين.
واختتم خام برنت التعاملات منخفضاً 37 سنتاً، أو 0.5%، إلى 78.28 دولاراً للبرميل، في حين هبط خام غرب تكساس الأميركي 23 سنتاً، أو 0.3%، إلى 72.97 دولاراً للبرميل.
وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في "بي أو كيه فاينانشال" لـ"رويترز"، مشيراً إلى عمليات شراء كبيرة لصناديق الاستثمار خلال اليومين الماضيين: "تحاول الأسواق إيجاد توازن".
وفي الولايات المتحدة، قالت إدارة معلومات الطاقة، يوم الأربعاء، إنّ مخزونات النفط الخام الأميركية تراجعت بصورة غير متوقعة الأسبوع الماضي مع تكثيف المصافي لعملياتها بعد انتهاء أعمال الصيانة وتراجع الواردات الأميركية.
وفي الوقت نفسه، أدى سحب مخزونات البنزين بصورة أكثر من المتوقع إلى تنامي حجم الطلب قبل دخول موسم الصيف.