احتمالات الركود تتصاعد في أميركا... ورفع الفائدة إلى أفول

08 ابريل 2023
توقعات استمرار دورة الهبوط الاقتصادي (Getty)
+ الخط -

قال وزير الخزانة الأميركي السابق لورانس سمرز إن احتمالية حدوث ركود في الولايات المتحدة آخذة في الارتفاع بعد سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الضعيفة وأن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من نهاية سلسلة رفع أسعار الفائدة.

ولفت سمرز في برنامج "وول ستريت ويك" على تلفزيون بلومبيرغ إلى أن: "ما هو واضح للغاية هو أننا وصلنا إلى مرحلة متأخرة جداً من دورة التشديد الحالية". وقال عن صانعي السياسة في الاحتياطي الفيدرالي، الذين سيصدر قرارهم التالي في 3 مايو/ أيار: "سواء كانت هناك خطوة أخرى ضرورية لرفع الفائدة أم لا، أعتقد أن هذا القرار عليهم أن يرجئوه حتى آخر لحظة".

واعتبر سمرز أن تقرير الوظائف لشهر مارس/ آذار يعكس قوة الاقتصاد في أوائل الربع الأول ولكنه الآن أقل أهمية بالنظر إلى احتمالات تشديد الائتمان. وأظهرت البيانات مكاسب قوية أخرى للوظائف الأميركية، مع انخفاض معدل البطالة إلى 3.5%.

على النقيض من ذلك، أظهرت استطلاعات رأي مديري المشتريات لقطاع التصنيع والخدمات الصادرة هذا الأسبوع تباطؤاً أكبر في النشاط أكثر من المتوقع، وصل إلى أدنى مستوى له منذ ربيع عام 2020. وأظهرت بيانات أخرى هذا الأسبوع انخفاضاً في فرص العمل وزيادة في اتجاه مطالبات البطالة.

وقال سمرز، أستاذ بجامعة هارفارد ومساهم مدفوع الأجر في تلفزيون بلومبيرغ: "نشعر أن هناك قدراً كبيراً من التضييق في الائتمان. احتمالات الركود ترتفع في هذه المرحلة. وأعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لديه قرارات صعبة للغاية".

وقال سمرز إن هذه المخاطر ذات الوجهين تعكس عواقب الاقتصاد المحموم. ودعا مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الانخراط في مراجعة واسعة لنماذجه الداخلية، والتي فشلت في توقع الارتفاع المفاجئ في التضخم الذي بدأ في عام 2021 ولم يلتقط المخاطر الناشئة في النظام المصرفي التي أصبحت موضع تركيز مع بنك وادي السيليكون إثر الانهيار الشهر الماضي.

وتابع سمرز: "يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الانخراط في بعض عمليات البحث الجاد عن الحلول. العمل كالمعتاد في الاحتياطي الفيدرالي لم يكن ناجحاً خلال العامين ونصف العام الماضيين".

وقال سمرز إن من بين المهام الموكلة إلى البنك المركزي الأميركي إعادة النظر بالكامل في كيفية توسط المدخرات في الإقراض. كانت إحدى النتائج الرئيسية من كارثة بنك سيليكون فالي SVB هي كيف كانت قاعدة ودائع هذا المقرض أقل ثباتاً مما توقعه الكثيرون. أدى الانهيار أيضاً إلى ظهور نمط أوسع من المودعين الذين يبحثون عن عوائد أعلى على أموالهم.

وشرح سمرز: "يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى القيام ببعض التفكير الجوهري للغاية بشأن نوع النظام المالي الذي يريدون رؤيتنا ننتقل إليه".

المساهمون