أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي، اليوم السبت، تمديد صادرات غاز بلاده إلى العراق لخمس سنوات مقبلة، بعد أن تأخر وصول الغاز أكثر من شهرين، بسبب "صيانة أنابيب نقل الغاز"، ما أدى إلى تقليص صادرات إيران من الغاز إلى العراق، رغم أن الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني كانت قد أكدت في وقتٍ سابق، أنها ستعمل على الاعتماد على الغاز المصاحب لتوفير الحاجة الداخلية للغاز المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية.
ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، وكان وزير الكهرباء العراقي السابق عادل كريم قد أكد الحاجة للغاز الإيراني لفترة ما بين 5 و10 سنوات.
وأعلنت إيران عن اعتزامها استئناف تصدير الغاز الطبيعي إلى العراق خلال الأيام المقبلة.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية، عن وزارة النفط الإيرانية، أن طهران لديها حالياً عقدان لنقل الغاز مع محطتي كهرباء في بغداد والبصرة، وبناء على اتفاق الطرفين، "سيجري تمديد هذين العقدين للسنوات الخمس المقبلة".
ونقلت الوكالة عن وزير النفط الإيراني، أنه "التقى مع وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل في بغداد، وجرى توقيع مذكرة تعاون بين إيران والعراق في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات".
وقال أوجي إن "إنشاء خطوط أنابيب النفط والغاز وتحسين مصافي النفط العراقية من بين المحاور الأخرى الواردة في مذكرة التفاهم بين البلدين"، موضحاً أنه "من إنجازات هذه الرحلة تمديد عقد تصدير الغاز مع وزارة النفط العراقية".
وفي وقتٍ سابق، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على مضيّ حكومته بمشروع استثمار الغاز في مشاريع الطاقة وتوليد الكهرباء، ضمن مساعي تحقيق إيرادات مالية، وإنهاء استيراد العراق المنتجات النفطية.
وبحسب الاتفاقية الإيرانية العراقية، فإن المذكرة الموقعة بين الطرفين ستجري متابعتها من خلال اجتماعات مجموعة العمل المشتركة العليا بين البلدين.
قبل ذلك، أكدت وزارة الكهرباء العراقية حاجتها إلى الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، لفترة ما بين 5 – 10 سنوات، مشددة على أن ساعات التجهيز في موسم الصيف ستكون أفضل من المواسم السابقة.
من جهته، قال عضو البرلمان العراقي عامر الفايز، إن "العراق ما زال بحاجة للدعم الإيراني في مجال الطاقة، وتحديداً في تصدير الغاز المستخدم في تشغيل الطاقة الكهربائية، لا سيما بعد التلكؤ في وصول الإمدادات الإيرانية من الغاز، كما أن العراق متفهم الوضع المالي الإيراني وترتيب مواعيد وجدولة إرسال الدفعات المالية المقابلة".
وأكمل الفايز، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "إيران تزود العراق بما لا يقل عن 38 مليون متر مكعب يومياً من الغاز، وهي كمية كبيرة وتساهم في توليد الطاقة، وتسعى الحكومة الحالية إلى زيادة هذه الكمية إلى حين اكتمال المشاريع العراقية لاستثمار الغاز العراقي المحترق"، معتبراً أن "الغاز العراقي يساهم في توليد 3500 ميغاواط يومياً وهو غير كافٍ، لا سيما أن أشهر الحر مقبلة، لكن حكومة السوداني تسعى إلى توليد نحو 27 ألف ميغاواط يومياً، في إطار الخطة الحكومية التي تسعى إلى استكمالها حتى نهاية العام الجاري".
وواجه العراق أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق، لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ جرى قطع كميات الغاز أو تقليل كمياتها المصدرة للعراق مرات عدة في الصيف الماضي، ما أحرج الحكومة العراقية بتوفير الطاقة، وتسبب بموجة تظاهرات وغضب شعبي في عدد من المحافظات.