إيران: احتجاجات على استمرار نزف البورصة

18 يناير 2021
تراجع حاد ومستمر لبورصة طهران منذ 6 أشهر (فرانس برس)
+ الخط -

استمر نزف البورصة الإيرانية، اليوم الاثنين، لتخسر خلال معاملات اليوم أكثر من 36 ألف نقطة، حيث تراجعت المؤشرات إلى مليون و149 ألف نقطة.

ودفع استمرار تراجع بورصة طهران الحاد منذ 6 أشهر، عدداً من المستثمرين الإيرانيين إلى التجمع، اليوم الاثنين، أمام مقر البورصة في العاصمة الإيرانية، احتجاجاً على هذا الوضع وسط اتهامات للحكومة وإدارة البورصة بالتسبب بسقوطها إلى هذا المستوى القياسي.

ورفع المحتجون الإيرانيون شعارات اقتصادية ضد الحكومة وسياساتها الاقتصادية، متهمين إياها بالتلاعب في البورصة، وداعياً السلطة القضائية والبرلمان إلى محاسبة مسببي هذا الوضع.

وكانت البورصة الإيرانية قد سجلت نمواً كبيراً خلال عام 2019 والنصف الأول من عام 2020، حيث ارتفعت مؤشراتها من 500 ألف إلى مليونين و100 ألف نقطة، قبل أن يدخل في مسار تراجعي مستمر منذ أغسطس/ آب الماضي، إلى أن فقدت نحو 50 في المائة من قيمتها خلال الأشهر الخمسة الماضية.

ويتهم مستثمرون إيرانيون حكومة الرئيس حسن روحاني بأنها تعويضاً لعجز الموازنة، شجعتهم على الاستثمار في البورصة، وباعت أسهم شركات كبرى لها بأسعار عالية، لكنها بسياساتها الخاطئة تركت البورصة وحدها لتنزف بعد ذلك.

لكن هناك آراء أخرى تعزو هذا النزف إلى الأجواء المشحونة بين طهران وواشنطن خلال الأشهر الأخيرة وسط توقعات باحتمال نشوء مواجهة عسكرية في أي لحظة، وخاصة بعد خسارة  الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب الانتخابات الأخيرة، فضلاً عن تراجع أسعار الدولار مقابل الريال الإيراني في الأسبوع الأخير.

تحرك برلماني

واليوم الاثنين، علّق عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، حسينعلي حاجدي دليجاني، على استمرار تراجع البورصة بشكل حاد خلال الأيام الأخيرة، معلناً مهلة أسبوع لوزير الاقتصاد فرهاد دجبسند لإصلاح الوضع الراهن بالبورصة.

وأكد دليجاني وفق وكالة "فارس" الإيرانية، أنه تلقى شكاوى كثيرة من المواطنين الإيرانيين بسبب وضع البورصة، عازياً ذلك إلى "سوء الإدارة أو اختراقها لإثارة غضب المواطنين" الإيرانيين. 

وأضاف أن أوضاع بورصة طهران "سببت انزعاجاً ومخاوف كبيرة لدى الناس، وحتى أدت إلى نشوء خلافات أسرية"، مهدداً بمحاسبة وزير الاقتصاد، "وإذا لم يقم الوزير بحل المشاكل وإبداء الشفافية خلال أسبوع، سنستخدم أدوات الرقابة الأخرى مثل رفع شكوى بموجب المادة الـ234 وإجراء تحقيقات".

من جهته، رد وزير الاقتصاد الإيراني فرهاد دجبسند على سؤال بشأن استمرار نزف البورصة، قائلاً إن "مديري البورصة يسعون إلى الوصول إلى الاستقرار فيها بأسرع وقت"، مشيراً إلى "ضرورة تنفيذ البرامج والخطط لتحسن وضعية البورصة والوصول إلى نتيجة مطلوبة".  

في المقابل، يشهد الريال الإيراني تحسناً مستمراً منذ أسبوع، فبعد أن كان سعر صرف الدولار الأميركي نحو 250 ألف ريال في السوق الحر خلال الأسبوع الماضي، تراجع إلى 210 آلاف ريال خلال معاملات اليوم، وسط توقعات بأن يستمر ارتفاع الريال مقابل العملات الأجنبية خلال الأيام المقبلة.

ويعزو الخبراء تحسن الريال إلى الأجواء التفاؤلية بالسياسات التي يمكن أن يتخذها الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تجاه إيران، في ما يرتبط بالعقوبات المفروضة عليها منذ أكثر من عامين بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

المساهمون