إنفاق قياسي للمغاربة على السفر إلى الخارج

03 اغسطس 2023
ارتفاع تكلفة السياحة الداخلية (Getty)
+ الخط -

ينتظر أن يصل إنفاق المغاربة على السفر إلى الخارج في العام الحالي إلى مستوى قياسي يتجاوز ما بذل قبل الجائحة التي كانت قد قيدت حركتهم، غير أن ذلك الإنفاق تستفيد منه تركيا بشكل رئيسي التي أضحت الوجهة المفضلة لأسر مغربية في ظل صعوبات الحصول على تأشيرة منطقة شينغن.

ويتجلى من بيانات مكتب الصرف، الصادرة في التقرير الشهري، أن إنفاق المغاربة على السفر إلى الخارج ارتفع في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 46.2 في المائة بالمستوى الذي بلغه قبل عام، كي يصل إلى 1.15 مليار دولار.
ويستفاد من تلك البيانات، التي صدرت أول من أمس، أن الإنفاق على السفر إلى الخارج تجاوز في يونيو/ حزيران الماضي، المستوى الذي بلغه قبل الجائحة، حيث كان قد وصل في الأشهر الستة الأولى من عام 2019 إلى حوالي 945 مليون دولار، قبل أن ينخفض في عامي 2020 و2021 على التوالي إلى 551 و415 مليون دولار، متأثرا بإغلاق الحدود في سياق الأزمة الصحية.

وفي هذا السياق، يعتقد الاقتصادي على بوطيبة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مستوى أسعار المنتج السياحي المحلي المرتفع يدفع بعض الأسر، خاصة من الطبقة المتوسطة، إلى البحث عن السفر إلى بلدان مثل تركيا أو فرنسا أو إسبانيا، على اعتبار أن ذلك يستجيب لموازنات العديد من تلك الأسر التي تبحث أيضاً عن تجارب سياحية جديدة.

ويرى أن العديد من المؤسسات السياحية، في ظل عدم توفير منتج يساير انتظارات الأسر المحلية، تطبق أسعارا على الخدمات التي تقدمها للسائح المحلي تفوق في بعض الأحيان تلك التي تسري على السائح الأجنبي، الذي يأتي في إطار رحلات متفاوض حول كلفتها من قبل شركات تنظيم الأسفار.

ويشير تطور إنفاق المغاربة على السفر منذ بداية العام، حسب مصدر مهني، إلى إمكانية بلوغه 2.5 مليار دولار في نهايته، مدعوما بإقبال كبير للمغاربة على السفر في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، علما أن أعلى مبلغ إنفاق على السفر خارج المملكة كان في حدود 2.1 مليار دولار في عام 2019.

وكان المغرب قد عمد في العام الماضي إلى رفع حصة الراغبين في السفر من العملة الصعبة في العام الواحد من 4500 دولار إلى 10 آلاف دولار في العام، حيث يسري ذلك على المسافرين من أجل السياحة أو الحج أو العمرة أو التطبيب.

يعتقد الاقتصادي على بوطيبة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مستوى أسعار المنتج السياحي المحلي المرتفع يدفع بعض الأسر، إلى البحث عن السفر إلى بلدان مثل تركيا


ويرجح بوطيبة أن يتجاوز عدد المغاربة المقبلين على زيارة تركيا في العام الحالي العدد المسجل في السنة المرجعية المتمثلة في 2019، حين وصل عددهم إلى أكثر من 234 ألفا، معتبرا أن تركيا تتجه نحو التقدم على فرنسا وإسبانيا كوجهة سياحية.

ويأتي ترشيح تركيا كي تصبح وجهة مفضلة بالنسبة للمغرب، حسب الاقتصادي المغربي، بالنظر لمشاكل الحصول على تأشيرة سفر إلى إسبانيا وفرنسا منذ العام الماضي، ملاحظا أن ما يرفع درجة الاهتمام بتركيا هو عدم فرضها التأشيرة على المغاربة.

وكان المغاربة قد اعتادوا على السفر خلال الإجازات في الأعوام الأخيرة إلى إسبانيا، حيث كان عددهم قد بلغ قبل الجائحة 900 ألف سنوياً، ما دفع العاملين في قطاع السياحة بهذا البلد إلى التفكير في التركيز على السياح المغاربة.

وتعتبر فرنسا من الوجهات المفضلة لدى المغاربة، إلا أنها شرعت، خلال الفترة الأخيرة، في وضع قيود على السفر.

المساهمون