إضراب سائقي النقل العام يشلّ الحركة شمال شرقيّ سورية

11 اغسطس 2024
شارع مزدحم بالمركبات وسيارات الأجرة في دمشق، مارس 2008 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أضرب العشرات من سائقي حافلات النقل العام في شمال شرق سورية بسبب عدم تسلّمهم مخصصاتهم من المازوت المدعوم، مما شل حركة النقل بين مدن القامشلي والحسكة وعامودا والمالكية.
- السائقون يطالبون بحقهم في الحصول على المازوت المدعوم، حيث لم يتسلموا آخر دفعتين، مما أجبرهم على التوقف عن العمل، ورفع الأجرة على الركاب.
- امتناع الإدارة الذاتية عن توزيع المازوت المدعوم أثر سلباً على قطاعي الزراعة والصناعة، مما أدى إلى ركود اقتصادي في المنطقة.

أضرب العشرات من سائقي حافلات النقل العام التي تعمل بين المدن الرئيسية في شمال شرق سورية، عن العمل السبت، بسبب عدم تسلّمهم مخصصاتهم من مادة المازوت المدعوم، من مديرية المحروقات التابعة للإدارة الذاتية. وشُلت حركة النقل بين مدن القامشلي والحسكة وعامودا والمالكية في أقصى الشمال الشرقي من سورية الذي يعاني أصلاً من أزمات معيشية واقتصادية تضغط على كاهل السكان.

وقال مجيد عمر، وهو سائق حافلة النقل العام للركاب بين القامشلي والحسكة لـ"العربي الجديد"، إن سائقي الحافلات لم يتسلموا مخصصاتهم من مادة المازوت المدعوم من مديرية المحروقات، موضحاً أنها 450 لتراً شهرياً مقسمة على 3 دفعات، بمبلغ 650 ليرة سورية لكل لتر، لخطوط عامودا مع الحسكة والقامشلي. وبحسب عمر، فإن مخصصات حافلات عامودا - الحسكة من المازوت هي 200 لتر كل 10 أيام، أي 600 لتر شهرياً، مشيراً إلى أن السائقين لم يتسلموا آخر دفعتين من المازوت حتى الآن، ما أجبرهم على التوقف عن العمل (الدولار يناهز 15 ألف ليرة).

من جانبه، قال مسعود شيخموس، سائق وصاحب حافلة تعمل بين مدينة عامودا والحسكة، لـ"العربي الجديد"، انه يعمل على خط عامودا - الحسكة 45 حافلة "ميكروباص" بأجرة 10 آلاف ليرة سورية للراكب الواحد، و42 حافلة على خط عامودا - القامشلي بأجرة 5000 ليرة.

وفي السياق، أوضح محمد الهواش، وهو مدير شركة نقل داخلي في حديث مع "العربي الجديد"، أن سائقي خط القامشلي – المالكية توقفوا عن العمل، احتجاجاً على طلب الإدارة الذاتية دفع مبلغ مليون ليرة سورية ضريبةً لتأسيس موقف خاص للحافلات في ناحية الجوادية، مقابل تسلّم المازوت.

وأضاف أن "هذا نوع من الابتزاز والضغط علينا، ومحاولة لقطع رزقنا. لذا، كان الاتفاق بين السائقين على عدم الرضوخ لابتزاز الإدارة الذاتية. من حقنا الحصول على المازوت المدعوم".

ويضطر محمد علي إلى الذهاب والعودة يومياً من عامودا إلى القامشلي بسبب عمله، وهو ما يرتب عليه أعباء مالية، مضيفاً: "قطع المازوت المدعوم عن السائقين يدفعهم إلى مضاعفة الأجرة".

وتحتكر "الإدارة الذاتية" الثروة النفطية في المنطقة، حيث تسيطر على منابع النفط في محافظتي الحسكة ودير الزور، ومن أهمها حقول رميلان والجبسة وحقل كونيكو، وحقل العمر، وهو أكبر حقول النفط في سورية من حيث المساحة والإنتاج، إضافة إلى حقل التنك في بادية دير الزور بالريف الشرقي، وكان هذا الحقل ينتج نحو 10 آلاف برميل يومياً.

وأدى امتناع الإدارة الذاتية عن توزيع المازوت المدعوم إلى تضرر قطاعي الزراعة والصناعة، وفق مصادر إخبارية محلية أشارت إلى أن المنطقة الصناعية في منطقة تل تمر غربي الحسكة تشهد هذه الأيام ركوداً بسبب انقطاع مادة المازوت الصناعي المدعوم.

وكانت الإدارة الذاتية قد رفعت العام الفائت سعر مادة المازوت للحد الذي دفع السكان إلى الخروج بمظاهرات وتنظيم اعتصامات اعتراضاً واحتجاجاً، لكن دون جدوى.

المساهمون