أميركا تتهم الصين بعرقلة تخفيف ديون الدول الفقيرة

15 أكتوبر 2022
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (Getty)
+ الخط -

صعّدت الولايات المتحدة انتقاداتها للصين، معتبرة أنها العقبة الرئيسية أمام المضي قدماً في اتفاقيات إعادة هيكلة الديون لعدد متزايد من الدول غير القادرة على خدمة ديونها.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، للصحافيين على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، مساء الجمعة، إن ارتفاع التضخم وتشديد السياسات النقدية وضغوط العملة وتدفقات رأس المال إلى الخارج تزيد من أعباء الديون في العديد من البلدان النامية، وإن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التقدم.

وأضافت يلين أنها ناقشت هذه القضايا خلال مأدبة عشاء مع وزراء المالية الأفارقة وفي العديد من الجلسات الأخرى. والتقت مجموعة السبع وزراء المالية الأفارقة الذين يشعرون بالقلق من أن التركيز على الحرب في أوكرانيا يستنزف الموارد وتشتت الاهتمام بقضاياهم الملحة.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية وفق رويترز: "يتفق الجميع على ضرورة وقف روسيا حربها على أوكرانيا وعلى أن ذلك سيعالج أهم المشاكل التي تواجهها أفريقيا". ولكنها أكدت أن هناك حاجة أيضاً إلى عملية إعادة هيكلة أكثر فعالية للديون، وإن الصين لديها دور كبير تلعبه.

اجتذاب الصين إلى طاولة المفاوضات

وقالت: "في الحقيقة، الحاجز الذي يحول دون تحقيق تقدم أكبر هو إحدى الدول الدائنة المهمة، وهي الصين. لذلك، كان هناك الكثير من المناقشات في ما يمكننا القيام به لاجتذاب الصين إلى طاولة المفاوضات وتعزيز التوصل إلى حل أكثر فعالية".

وتقدمت زامبيا وتشاد وإثيوبيا بطلب لإعادة هيكلة ديونها في ظل هذه الآلية الجديدة التي لم يجرِ اختبارها بعد. ومن المقرر أن تبدأ سريلانكا محادثات مع الدائنين الثنائيين، بما في ذلك الصين، بعد التوصل إلى اتفاق على مستوى الموظفين بقيمة 2.9 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي.

ويقول البنك الدولي إن أفقر دول العالم تواجه خدمة ديون إلى الدائنين الرسميين والقطاع الخاص في عام 2022 تبلغ 35 مليار دولار، منها أكثر من 40% من الإجمالي مستحق للصين.

وكانت الصين قد أعلنت قبل نحو ثلاثة أسابيع أنها تنازلت عن 23 قرضاً دون فوائد مقدمة إلى 17 دولة أفريقية، وأعادت توجيه 10 مليارات دولار من احتياطياتها لدى صندوق النقد الدولي إلى العديد من الدول في القارة السمراء.

وبحسب منشور على موقع وزارة الخارجية الصينية على الإنترنت نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، تقرر إلغاء هذه الديون التي كانت مستحقة في نهاية عام 2021، دون أن تفصح الوزارة عن الدول المقترضة، وفق ما نقلته وكالة بلومبيرغ الأميركية.

ومنذ عام 2000، أعلنت بكين إجراء جولات متعددة للإعفاء من الديون للقروض دون فوائد لبلدان أفريقية، وألغت 3.4 مليارات دولار على الأقل من الديون حتى عام 2019، وفقاً لدراسة نشرتها كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز في ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة.

بدورها، أكدت نادية كالفينو، نائبة رئيس الوزراء الإسباني ورئيسة اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية المسؤولة عن تقديم المشورة لصندوق النقد الدولي، أن الغزو الروسي لأوكرانيا هو "أهم عامل" في تباطؤ الاقتصاد العالمي واضطرابه.

وقالت كالفينو، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، وفق وكالة فرانس برس: "هذا الأسبوع، تزايدت الدعوات الموجهة لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا".

الحرب أهم عامل في تباطؤ النمو

وأضافت أن "الحرب أهم عامل في تباطؤ النمو وارتفاع التضخم والتقلب وانعدام أمن الغذاء والطاقة"، مؤكدة أن السعي لإحلال السلام هو الأداة الأساسية للسياسة الاقتصادية. لكن اللجنة التي من بين أعضائها روسيا، فشلت في التوصل إلى بيان نهائي لغياب التوافق في الآراء.

وخفّض صندوق النقد الدولي الثلاثاء توقعاته للنمو العالمي للعام المقبل بشكل حاد، وتوقع ركوداً في ألمانيا وإيطاليا.

 

المساهمون