فقد الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، أغنى شخص في العالم، نحو 11.2 مليار دولار من ثروته في يوم واحد بسبب مخاوف من تراجع الطلب على السلع الفاخرة خاصة في الولايات المتحدة، في ظل أزمة سقف الدين ومخاوف الركود الحالية.
وانخفضت أسهم مجموعة "LVMH" التي تشكل المصدر الرئيس لثروة أرنو، بنحو 4% في أوروبا خلال تعاملات أمس الثلاثاء، وهي الخسارة الأكبر منذ أكثر من عام.
ولا يزال الملياردير الفرنسي يمتلك ثروة صافية قدرها 191.6 مليار دولار متصدراً بها قائمة أثرياء العالم، وفقاً لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات، حيث زادت ثروته منذ بداية العام حتى الآن، حتى مع الخسارة الأخيرة بنحو 29.5 مليار دولار.
لكن خسارة أمس أدت إلى تقلص الفجوة بين ثروات أرنو وإيلون ماسك من شركة تسلا، إلى 11.4 مليار دولار فقط.
30 مليار دولار خسارة لأسهم السلع الفاخرة
أدى تراجع أسهم شركات السلع الفاخرة بنحو 4.3% وهو الأكبر منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى خسارتها نحو 30 مليار دولار في تعاملات أمس الثلاثاء.
وجاءت خسارة أمس، بعد ارتفاع طويل في سعر سهم "LVMH"، والذي لا يزال مرتفعاً بنسبة 23٪ لهذا العام. حيث ارتفع مؤشر "MSCI Europe" للمنسوجات والملابس والسلع الفاخرة بنسبة 27٪.
وقال المحلل المالي في بنك مورغان ستانلي، لـ"بلومبيرغ"، إنّ الأسواق الأميركية باتت أكثر هدوءاً نسبياً، بينما توقع محللون ماليون في "دويتشه بنك" أن يصبح المستثمرون أكثر انتقائية مع الأسهم الفاخرة الأوروبية، مع تباطؤ النمو في الولايات المتحدة.
كما تضرر القطاع أيضاً من مؤشرات تراجع الطلب الدولي خاصة من الصين.
وتراجعت أسهم شركات "هيرميس إنترناشيونال" بنسبة 5.5٪، في حين انخفض سهم "LVMH" بنحو 4٪ و"Kering SA" مالكة "غوتشي" بأكثر من 2٪، منذ العام الماضي.
وتُعتبر آسيا والولايات المتحدة من الأسواق المهمة لشركات الرفاهية الأوروبية، حيث شكلت آسيا باستثناء اليابان 30٪ من مبيعات "LVMH" في عام 2022، بينما شكلت الولايات المتحدة 27٪، وفقاً للتقرير السنوي للشركة.
وتنتج المجموعة علامات فاخرة مثل حقائب يد "لوي فيتون" و"Moet & Chandon Champagne" وفساتين "كريستيان ديور".
وقال محللو "دويتشه بنك إيه جي" أيضاً إنّ التباطؤ في الولايات المتحدة أصبح الآن مصدر قلق متزايد. وأضافوا أنه في حين أنّ انتعاش الطلب الصيني كان من بين الدوافع الرئيسية للمبيعات القوية، فمن المرجح أن يكون المستثمرون انتقائيين من الآن فصاعداً.
قطاع قوي
مع ذلك، تفوقت الأسهم الفاخرة في الأداء بهامش كبير هذا العام، حيث ارتفع سهم "LVMH" بنسبة 23٪ وارتفع "هيرميس" بنسبة 34٪، وكلاهما يتفوق على ارتفاع بنسبة 10٪ في مؤشر "Stoxx Europe 600" الأوسع.
وقال مات غارلاند المحلل في "دويتشه بنك"، في مذكرة: "لا يزال قطاع الرفاهية مزدحماً لفترة طويلة للعديد من المستثمرين، مع ارتفاع علاوة القطاع للسوق عند مستويات عالية تاريخياً".
وشهد الارتفاع تضخم حجم "LVMH"، حيث تجاوزت قيمتها السوقية مستوى 500 مليار دولار الشهر الماضي، لتصبح أول شركة أوروبية تصل إلى هذا الإنجاز.
جاءت هذه المكاسب في مواجهة تباطؤ اقتصادي أوسع، حيث يراهن المستثمرون على أنّ المتسوقين الصينيين سيكونون حريصين على الإنفاق بعد الخروج من واحدة من أكثر عمليات الإغلاق صرامة في العالم.
في الشهر الماضي، سجلت أسهم "LVMH" رقماً قياسياً بعد الإبلاغ عن زيادة في المبيعات، في حين شهدت "هيرميس" أيضاً قفزة فصلية في المبيعات حيث أقبل المستهلكون الصينيون على الأوشحة باهظة الثمن وحقائب اليد "Kelly".
ومع ذلك، ظهرت علامات الإنذار المبكر، حيث أشارت "LVMH" إلى أنها تشهد تباطؤاً في النمو في الولايات المتحدة، بينما قالت العلامة التجارية البريطانية للأزياء "Burberry Group Plc" إنها تشهد تراجعاً في الطلب على الأحذية الرياضية بين الأميركيين الأصغر سناً.