أسواق المال تترقب تصريحات رئيس البنك المركزي الأميركي في آخر تداولات الأسبوع

25 اغسطس 2023
رصد واسع النطاق في صفوف المستثمرين لتصريحات جيروم باول هذا اليوم (Getty)
+ الخط -

في آخر أيام التداول لهذا الأسبوع، تترقب أسواق المال العالمية تصريحات رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي جيروم باول التي عادة ما تكون لها تأثيرات مباشرة على مؤشرات البورصات.

فقد شهدت الأسهم الآسيوية عمليات بيع وصعد الدولار إلى أعلى مستوياته في 11 أسبوعاً مقابل بقية العملات الرئيسية، اليوم الجمعة، حيث يستعد المستثمرون لخطر الميل المتشدد من رئيس الاحتياط الفيدرالي في "جاكسون هول".

وسجلت أسهم طوكيو انخفاضاً حاداً عند الإقفال اليوم، متأثرة بانخفاض أسهم التكنولوجيا فى نيويورك خلال ليل الخميس الجمعة، بعدما فقدت شركة الذكاء الاصطناعي "نفيديا" زخمها بسرعة.

وانخفض مؤشر نيكاي القياسي 2.05% إلى 31624.28 نقطة، في حين خسر مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.88% مسجلاً 2266.40 نقطة.

وتراجعت الأسهم الأوروبية مع توخي المستثمرين الحذر قبل تصريحات رؤساء البنوك المركزية الكبرى في ندوة "جاكسون هول" بالولايات المتحدة، فيما واصل ارتفاع عائدات السندات الضغط على الأسهم. وبحلول الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش، انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1%، ومع ذلك بدا متجها إلى تسجيل أول مكاسبه أسبوعية منذ أسابيع.

وفتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع اليوم، قبل خطاب باول. وفي الساعة 8:26 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر "داو جونز" 0.42%، و"ستاندرد أند بورز 500" 0.36%، و"ناسداك 100" 0.23%.

واستقرت عوائد السندات الأميركية دون أعلى مستوياتها في 14 عاماً. ووجد النفط الخام موطئ قدمه بالقرب من أدنى مستوياته في شهر واحد، لكنه ظل في طريقه للانخفاض الأسبوعي الثاني وسط ارتفاع الدولار والمخاوف التي تتمحور حول الصين بشأن النمو العالمي.

وفي الوقت نفسه، حدد بنك الشعب الصيني نقطة منتصف رسمية أقوى بكثير من المتوقع لليوان - وهو ما فعله كل يوم هذا الأسبوع - للحفاظ على حد أدنى تحت عملته وسط الضغوط الناجمة عن الدولار القوي والاقتصاد المتعثر.

وانخفض مؤشر MSCI الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1.2%، لكنه ظل في طريقه لتحقيق مكاسب بنسبة 0.5% خلال الأسبوع، وهو ما سينهي سلسلة من الانخفاضات استمرت 3 أسابيع.

وشجعت التوترات التي سبقت خطاب باول في الاجتماع السنوي لبنك الاحتياط الفيدرالي لمحافظي البنوك المركزية العالمية، بما في ذلك كازو أويدا من بنك اليابان وكريستين لاغارد من البنك المركزي الأوروبي، المتداولين على الاستفادة من الارتفاع الذي قادته التكنولوجيا هذا الأسبوع.

وانخفض مؤشر ناسداك الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 1.87% يوم الخميس، ليقود خسائر تزيد عن 1% عبر مؤشرات وول ستريت الثلاثة الرئيسية، وأشارت العقود الآجلة إلى مزيد من الضعف عند إعادة الفتح.

كما أشارت العقود الآجلة لمؤشر Stoxx 50 الأوروبي إلى عدم وجود راحة من خسائر يوم الخميس.

وانخفض مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ 1.1%، مع انخفاض مؤشر التكنولوجيا الفرعي بحوالي ضعف هذا المبلغ. وانخفضت الأسهم القيادية في البر الرئيسي بنسبة 0.6%.

وارتفع مؤشر الدولار الأميركي - الذي يقيس العملة مقابل سلة من 6 نظراء من الأسواق المتقدمة، بما في ذلك اليورو والين - إلى 104.27 في آسيا، وهو المستوى الذي شوهد آخر مرة في أوائل يونيو/ حزيران. وتراجع اليورو إلى أدنى مستوياته منذ منتصف يونيو عند 1.0775 دولار.

ومقابل العملة اليابانية، ارتفع الدولار مؤقتاً نحو أعلى مستوى له في 9 أشهر الأسبوع الماضي عند 146.545، حيث تم تداوله بقوة عند 146.21.

وفي الوقت نفسه، إذا لم يعتبر باول "متشدداً بدرجة كافية" من قبل تجار العملة في "جاكسون هول" اليوم، فقد يتراجع الدولار إلى حوالي 145 يناً حتى نهاية الأسبوع.

حركة عوائد السندات

وارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى 0.655% حيث حاولت تحقيق التوازن بعد تراجعها إلى 0.645% يوم الخميس، من ذروة الجلسة السابقة في 9 سنوات ونصف عند 0.675%. قام بنك اليابان بشكل غير متوقع بمضاعفة سقف السياسة الفعلية للعائد إلى 1% في نهاية الشهر الماضي.

كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية المكافئة في التوقيت الآسيوي، حيث استقرت آخر مرة عند 4.2492% - مبتعدة عن أدنى مستوى في الجلسة السابقة عند 4.174% ولكن بعيدا عن ذروة يوم الثلاثاء البالغة 4.366%، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2007.

وجرى تداول اليوان الصيني بشكل أضعف قليلًا في الأسواق الخارجية، لينخفض إلى 7.2908 للدولار. لكن على مدار الأسبوع، ارتفع المؤشر بنحو 0.2%، مبتعداً عن أدنى مستوى في 9 أشهر ونصف الذي سجله يوم الخميس عند 7.349.

علاوة على الإشارات القوية مع نقطة المنتصف الرسمية، كان بنك الشعب الصيني يوجه البنوك المحلية أيضاً لتقليص الاستثمارات الخارجية، مما أدى إلى تقليص المعروض من اليوان في الخارج.

ثاني خسائر أسبوعية للنفط الخام

هذا وارتفعت أسعار النفط، لكنه يتجه صوب ثاني أسبوع من الخسائر اليوم الجمعة، مع ارتفاع الدولار قبل خطاب باول فيما انحسرت المخاوف بشأن نقص الإمدادات.

وبحلول الساعة 04:34 بتوقيت غرينتش، زاد خام برنت 30 سنتاً، أو 0.4%، إلى 83.66 دولاراً للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 31 سنتاً، أو 0.4%، إلى 79.36 دولاراً للبرميل.

ومن المتوقع أن تنخفض أسعار النفط الخام بين 1.5 و2.5% هذا الأسبوع، وهو الأسبوع الثاني على التوالي من الانخفاض.

وعلى جانب العرض، لا تزال المحادثات بين تركيا وحكومة إقليم كردستان العراق بشأن صادرات النفط الخام من شمال العراق مستمرة بعد فشل المسؤولين في التوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات النفط في وقت سابق من هذا الأسبوع.

الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء في 6 أسابيع

هذا وتراجعت أسعار الذهب اليوم، مع ارتفاع الدولار، لكن المعدن النفيس يتجه إلى تسجيل أفضل أداء في 6 أسابيع قبيل خطاب باول الذي يمكن أن يقدم دلائل حول تحركات أسعار الفائدة.

وانخفضت العقود الآجلة لأونصة الذهب 0.2% إلى 1913.10 دولاراً بحلول الساعة 05:27 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة الأميركية 0.3% إلى 1941.30 دولاراً.

وارتفع الذهب نحو 1.3% منذ بداية الأسبوع، والذي يمكن أن يكون أول أسبوع من المكاسب هذا الشهر، مع صعود الأسعار إلى أعلى مستوى منذ 10 أغسطس/آب أمس الخميس.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4% إلى 24.05 دولاراً، واستقر البلاتين عند 932.60 دولاراً، وانخفض البلاديوم 0.7% إلى 1232.13 دولاراً، فيما تتجه الفضة والبلاتين نحو تسجيل أفضل أسبوع منذ 14 يوليو/تموز. ويوشك البلاديوم على التراجع للأسبوع الثاني على التوالي.

 

 

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون