ربما تواجه أوروبا أزمة في وقود الديزل خلال الأشهر المقبلة بسبب اضطرابات البحر الأحمر وعرقلتها شحنات الوقود الآسيوية التي كانت تصل إلى أوروبا، وتراجع صادرات المشتقات النفطية الأميركية إلى موانئ قارة أوروبا على خلفية ارتفاع هوامش الربح التي تحصل عليها المصافي في الولايات المتحدة مقارنة بأوروبا، وذلك وفقاً لتقارير غربية اليوم الاثنين.
وحسب "رويترز"، تراجعت صادرات الديزل الأميركية إلى أوروبا في فبراير/شباط الجاري وسط انخفاض إنتاج المصافي وشح الإمدادات في أميركا، مما أدى إلى تشديد فرص تصدير إمدادات الديزل إلى خارج الولايات المتحدة.
وانخفضت واردات أوروبا من الديزل الأميركي إلى النصف تقريبًا حتى الآن في فبراير/شباط إلى 6.65 ملايين برميل، بانخفاض من أعلى واردات في سبع سنوات بلغت 11.44 مليون برميل في يناير/كانون الثاني، وفقًا لتحليل أجرته شركة كيبلر لتتبع السفن نقلاً عن "رويترز".
أدى انخفاض واردات الديزل الأميركية إلى زيادة الصعوبات الحالية التي تواجهها أوروبا لتأمين نواتج التقطير، وسط تشديد العرض بسبب اضطرابات الشحن في البحر الأحمر
وأدى انخفاض واردات الديزل الأميركية إلى زيادة الصعوبات الحالية التي تواجهها أوروبا لتأمين الكميات المطلوبة من نواتج التقطير، وسط تشديد العرض بسبب اضطرابات الشحن في البحر الأحمر.
ومع تجنب العديد من الناقلات المرور الآن عبر طريق البحر الأحمر/قناة السويس، أصبحت إمدادات الديزل إلى أوروبا من آسيا أكثر تكلفة بسبب ارتفاع أسعار الشحن والتأمين، وقيام السفن برحلات أطول حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا.
وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الديزل في أوروبا، الأمر الذي هدد باختبار مرونة الاقتصادات الأوروبية التي تجنبت الركود بأعجوبة في الأشهر الأخيرة.
ولم تتمكن الولايات المتحدة من تعزيز صادرات الديزل إلى أوروبا بشكل ملموس هذا الشهر، وذلك بسبب ضيق سوق نواتج التقطير المحلية، وذلك بالإضافة إلى انخفاض تشغيل مصافي التكرير بسبب موجة البرد في يناير/كانون الثاني الماضي، وانقطاع التيار الكهربائي في مصفاة شركة بريتيش بتروليوم في وايتنغ بولاية إنديانا، والصيانة الموسمية المخطط لها في مصافٍ أميركية أخرى، بما في ذلك أكبر مصفاة تابعة لشركة "موتيفا إنتربرايزيز" والتي تبلغ طاقتها 626 ألف برميل يوميًا في بورت آرثر بولاية تكساس.
ووفق "أويل برايس"، فإنه في الأسبوع المنتهي في 16 فبراير/شباط الجاري، انخفضت مخزونات الوقود المقطر الأميركية، والتي تشمل الديزل، بمقدار 4 ملايين برميل، وهي أقل بنحو 10% من متوسط السنوات الخمس لهذا الوقت من العام، حسب ما أظهره أحدث تقرير أسبوعي للمخزون من إدارة معلومات الطاقة.
وأدى تشديد سوق الديزل في الولايات المتحدة إلى زيادة هوامش تكرير الديزل في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى تراجع هوامش الربح التي كانت تحصل عليها المصافي الأميركية من شحن الوقود إلى أوروبا.