- الارتفاع في أسهم الميم لم يكن مدفوعاً بأخبار هامة بل بتأثير منشور جديد من "Roaring Kitty" على موقع التواصل الاجتماعي X، مما أعاد الحماس للمضاربات كما في عام 2021.
- الظاهرة أثارت تداعيات واسعة من توقف التداول على أسهم غيم ستوب إلى جذب انتباه الكونغرس الأميركي، وألهمت إنتاج فيلم "Dumb Money"، مبرزةً الأثر الثقافي والاقتصادي لطفرة أسهم الميم.
عادت أسهم المضاربات، المعروفة عالمياً باسم "أسهم الميم"، لصدارة المشهد في الأسواق الأميركية اليوم الاثنين، حيث ارتفع سهما غيم ستوب وإيه.إم.سي. إنترتنمنت AMC بحدة، وسط إشارات حول استعداد مستثمري التجزئة لإطلاق العنان لموجة جديدة من هوس المضاربات، على النحو الذي شهدته الأسواق في عام 2021.
وتضاعف سهم غيم ستوب تقريباً مقارنة بسعره عند نهاية تعاملات الجمعة الماضي، حيث تجاوز مستوى 38 دولارا، قبل أن يتراجع إلى ما دون الثلاثين دولاراً في مرحلة لاحقة. وارتفع أيضاً سهم إيه إم سي بنسبة تجاوزت 20%، وصل بها إلى سعر 3.72 دولارات.
وجاءت الارتفاعات في غياب أي أنباء هامة أو بيانات يمكن لها أن تؤثر في حركة السهمين اليوم، ليتذكر المتعاملون أيام "طفرة أسهم الميم" التي حدثت قبل ثلاث سنوات، عندما تحدى مستثمرو التجزئة صناديق التحوط التي راهنت على انهيار بعض الأسهم الصغيرة. ولا يزال السهمان بعيدين جدا عن ذروتيهما المسجلتين في منتصف عام 2021، لكن سهم غيم ستوب ارتفع بأكثر من 200% خلال شهر مضى، وزادت قيمة سهم إيه إم سي بأكثر من 35%.
وأرجع محللون ارتفاع أسهم الميم يوم الاثنين إلى نشر حساب "Roaring Kitty"، وهو الحساب الذي قاد هذه النوعية من المضاربات على الأسهم الصغيرة خلال عام 2021، منشوراً جديداً على موقع التواصل الاجتماعي X لأول مرة منذ ثلاث سنوات تقريبا. وتضمن المنشور صورة للاعب فيديو يميل إلى الأمام على كرسيه كما لو كان يشير إلى أنه يأخذ اللعبة على محمل الجد، وحصد المنشور 63 ألف إعجاب في 13 ساعة.
— Roaring Kitty (@TheRoaringKitty) May 13, 2024
وجرى إيقاف التداول على أسهم غيم ستوب خلال تعاملات يوم الاثنين بسبب الارتفاعات الحادة، ما أدى إلى تراجع سعر السهم بعض الشيء.
وRoaring Kitty، هو اسم الحساب على مواقع التواصل الاجتماعي لشخص اسمه القانوني كيث غيل Keith Gill، وهو مسوق سابق لشركة التأمين Massachusetts Mutual Life Insurance. واجتذب غيل جيشاً من المتداولين اليوميين الذين شجعوا بعضهم بعضاً وتكدسوا في أسهم ألعاب الفيديو الفعلية، وعدد من الأسهم الصغيرة الأخرى التي يفتقد معظمها للأساسيات الضرورية لدفع سعر السهم لأعلى، بين عامي 2020 و2021.
وشملت طفرة أسهم الميم قبل ثلاثة أعوام مستثمرين أفرادا استهدفوا البائعين على المكشوف وصناديق التحوط ممن راهنوا على انهيار أسهم تلك الشركات، وأجبروهم على تغطية مراكزهم المكشوفة، بخسائر ضخمة، بعد ارتفاع أسعار الأسهم.
وكان الطفل المدلل لصناديق التحوط صندوق ملفين كابيتال Melvin Capital، الذي توسع في عمليات البيع على المكشوف لأسهم غيم ستوب وغيرها، ما جعل منه هدفا لجيش من المتداولين الهواة، وكبده خسائر فادحة. واضطرت شركات مثل Ken Griffin's Citadel، وكذلك Point72، إلى تقديم دعم مالي كبير لـ"ملفين كابيتال"، اقتربت قيمته من ثلاثة مليارات دولار، قبل ثلاثة أعوام.
وأدت التقلبات الكبيرة في أسعار أسهم الميم إلى سلسلة من جلسات الاستماع في الكونغرس الأميركي، جرت خلالها مناقشة ممارسات الوسطاء ومتداولي التجزئة، والاستماع لشهادات من مسؤولي العديد من الشركات المنخرطة، بالإضافة إلى كيث غيل. وألهمت القصة بأكملها أخيرا فيلم "Dumb Money" الذي أُنتج العام الماضي، ولعب فيه الممثل الأميركي بول دانو دور غيل.