الأسهم الأميركية تترقب انتخابات الكونغرس: "كأن الطير على رؤوس المستثمرين"

07 نوفمبر 2022
مستثمرو الأسهم يترقبون نتائج انتخابات الكونغرس (Getty)
+ الخط -

قبل يومٍ واحدٍ من الموعد الرسمي لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، بدا المستثمرون وكأن على رؤوسهم الطير، فلم تتحرك الأسواق إلا قليلاً، في انتظار ما ستسفر عنه واحدة من أشد المعارك الانتخابية شراسة في التاريخ الأميركي.

ورغم تحرك أسعار الأسهم عادةً استجابة للبيانات الصادرة، كما العديد من المحفزات الأخرى، كان لسنوات الانتخابات النصفية خصائص مميزة، مختلفة عما لغيرها من السنوات.

ومن الناحية التاريخية، كان أداء الأسهم يميل إلى التحسن مع الاقتراب من موعد الانتخابات، وحتى نهاية العام، أكثر من أي وقتٍ آخر، وفقاً للبيانات التي أحصتها وكالة بلومبيرغ.

وزادت تقلبات الأسواق في السنوات الماضية قبل الانتخابات وبعدها. وخلال هذه الفترة، حاول المستثمرون في أغلب الأحوال استبعاد ما يمكن أن يعنيه تكوين الكونغرس بالنسبة للسياسة المالية والتغييرات المحتملة على اللوائح والضرائب.

ونصح مايكل ويلسون، الخبير الاستراتيجي من بنك الاستثمار مورغان ستانلي، مستثمري الأسهم الأميركية بالاحتفاظ بتفاؤلهم مع اقتراب الانتخابات النصفية هذا الأسبوع.

وفي لقاء مع تلفزيون "بلومبيرغ" عشية الانتخابات، قال ويلسون إن استطلاعات الرأي التي تشير إلى فوز الجمهوريين بواحدٍ على الأقل من مجلسي الكونغرس توفر "حافزاً محتملاً لانخفاض عوائد السندات، ومن ثم ارتفاع أسعار الأسهم، وهو ما سيكون كافياً للحفاظ على ارتفاعات السوق التي شهدناها مؤخراً".

وبعد شهور من الحديث عن قضايا الإجهاض، وتهديد الديمقراطية، والتغيرات المناخية، والهجرة، والجريمة، تركز اهتمام الأميركيين خلال الأسابيع الأخيرة، مع اقتراب أسعار النفط عالمياً من مائة دولار للبرميل، على قضايا الاقتصاد، وتحديداً ما يخص ارتفاع الأسعار (التضخم).

وأشار ويلسون إلى أن "اكتساحاً كبيراً" من قبل الجمهوريين قد يؤدي إلى "زيادة كبيرة في فرصة تجميد الإنفاق المالي وخفض عجز الموازنة المرتفع تاريخياً، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار سندات الخزانة (أي انخفاض العائد عليها) لمدة 10 سنوات، وهو ما يمكن أن يحافظ على ارتفاع أسعار الأسهم".

ومع انخفاض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة تجاوزت 20% خلال العام الحالي، يفضل المستثمرون بشكل كبير فوز ممثلي الحزب الجمهوري بالمجلسين، وهو ما قدرت شركة الاستشارات ستراتيجاس احتمالات حدوثه بأكثر من 70%.

نفقات الدفاع

اعتاد الأميركيون على رؤية الإنفاق الدفاعي يرتفع في أعقاب الانتخابات، بغض النظر عن الحزب الفائز، وهو ما يعد بمستقل مشرق للشركات العاملة في المجال، خلال الأسابيع التالية للانتخابات، وفي مقدمتها لوكهيد مارتين ورايثون تكنولوجيز. ومع ذلك، تشير الخبرات التاريخية إلى استفادة أكبر لتلك الشركات مع سيطرة الجمهورين على الإنفاق الحكومي في البلاد. 

الأدوية والتكنولوجيا الحيوية

مع إصرار الديمقراطيين مؤخراً على تخفيض أسعار الأدوية، يوفر فوز الجمهوريين فرصة جيدة للصناعة بالحفاظ على مكاسب سنوات الوباء وما بعدها.

الطاقة

تمثل الانتخابات الحالية استثناءً واضحاً، حيث اعتاد الجمهوريون على الاستفادة من تفضيلهم لتحفيز زيادة إنتاج البلاد من النفط والغاز، بينما ينحاز الديمقراطيون للحد منه.

لكن مع الارتفاع الحاد في الأسعار العالمية، وما ترتب عليه من ارتفاع أسعار الوقود، ومن ثم أسعار أغلب السلع في أميركا، لم يتحدث مرشحو الحزب الديمقراطي هذه المرة عن تخفيض الإنتاج، كما اعتادوا في الماضي.

وعلى الرغم من ذلك، يمثل فوز الجمهوريين بالمجلسين فرصة سانحة لتوسع الشركات الأميركية في إنتاج الطاقة المحلية، وهو ما يمكن أن يمثل خبراً سعيداً لحاملي أسهم شركات التنقيب عن النفط و شركات خطوط الأنابيب. 

وعلى العكس من ذلك، ستحقق الشركات العاملة في إنتاج الطاقة الشمسية والبدائل الأخرى، وفي إنتاج السيارات الكهربائية، أداءً جيدًا إذا حافظ الديمقراطيون على سيطرتهم على المجلسين.

التكنولوجيا

يتوقع محللو "سيتي بنك" أن تؤدي سيطرة الجمهوريين على الكونغرس إلى "تجميد تشريعي"، مما يعني ضمناً زيادة ربحية أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، التي يصر الديمقراطيون على تحجيمها، وفرض المزيد من الضرائب عليها، كما تكثيف الرقابة على أنشطتها.

المساهمون