سجلت أسعار النفط أطول سلسلة من الارتفاع منذ منتصف عام 2022، بسبب تقارير متعددة تتوقع زيادة الطلب وتمديد السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، عملية خفض الإنتاج في الأشهر المقبلة.
ولامست العقود الآجلة لخام برنت 87 دولارا للبرميل، الجمعة، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي فوق 83 دولارا للبرميل عند التسوية. وعزز النفط بذلك سلسلة من الارتفاع امتدت على مدار 7 أسابيع، وتُعد أطول سلسلة من المكاسب منذ يونيو/حزيران من العام الماضي.
وتتوقع بنوك استثمار عالمية مواصلة الأسعار الصعود في الفترة المقبلة. وأشار بنك "جيه بي مورغان تشيز" الأميركي، الجمعة، إلى أن من المتوقع وصول أسعار الخام إلى 90 دولارا للبرميل بحلول سبتمبر/أيلول المقبل.
وتزامن ذلك مع تقرير لوكالة الطاقة الدولية، أشار إلى أن الطلب العالمي على النفط ارتفع إلى رقم قياسي في يونيو/حزيران، وقد يحلق إلى أعلى من ذلك في أغسطس/آب الجاري وسط قوة الاستهلاك في الصين. كما توقع تقرير شهري صادر عن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الخميس الماضي، أن تشهد الأسواق عجزا شديدا في المعروض يتجاوز مليوني برميل يومياً في الفترة الحالية.
ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن ناتاشا كانيفا المحللة في بنك جيه بي مورغان قولها: "نعتقد أن الأسعار سوف تستمر في الارتفاع حتى تبلغ مستوى 90 دولارا للبرميل. فمؤشرات السوق الرئيسية تشير إلى نقص سريع في المعروض في أسواق التداول المادي المباشر".
وتنتقل مشكلة نقص المعروض إلى أسواق منتجات الوقود. وارتفعت أسعار البنزين وزيت الديزل متجاوزة معدلاتها الطبيعية في هذه الفترة بكثير في الولايات المتحدة، متأثرة كذلك بتخفيض الإنتاج في مصافي التكرير لأعطال وعمليات صيانة.
وفي تحرك يراه محللون يهدف إلى تهدئة أسعار النفط، تشير بلومبيرغ إلى بوادر اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، حيث نقلت إيران 4 مواطنين أميركيين من السجن إلى الإقامة الجبرية أخيرا. وهذا الاتفاق قد يؤدي إلى زيادة عرض النفط في الأسواق من جانب الدولة العضو في منظمة "أوبك"، وفق الوكالة الأميركية. ومع ذلك، قال متحدث باسم الأمن القومي الأميركي جون كيربي، يوم الجمعة، إن الدولتين لا تعقدان مفاوضات مباشرة نشطة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ويوم الأربعاء الماضي، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية، عن الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية محسن خجسته مهر، قوله اعتزام إيران زيادة الإنتاج النفطي بنحو 250 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 3.5 ملايين برميل بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، في اتجاه معاكس لجهود تحالف "أوبك+" لخفض الإمدادات لتعزيز الأسعار عالمياً.