تراجعت أسعار القمح في الأسواق العالمية بنسبة 11% في الربع الثالث من العام الجاري، وبذلك تتجه لتسجيل أكبر تراجع ربعي منذ 14%، وفقاً لتقرير نشره موقع "زيرو هيدج" الأميركي مساء السبت.
وساهم محصول القمح الوفير، الثاني على التوالي، في تعزيز مكانة روسيا باعتبارها أكبر منتج للحبوب في العالم، حيث أدى الفائض إلى انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات، وهو ما يطغى على أي مخاوف بشأن التوترات في البحر الأسود بين أوكرانيا وروسيا.
وحسب التقرير، ومع انتهاء الربع الثالث من العام الجاري، تسير أسعار القمح على الطريق لتسجيل أطول تراجع ربع سنوي منذ 14 عاماً.
وفي حين أن هذا التطور يعتبر خبراً ساراً للمستهلكين، فإن التجار يراقبون بقلق تطورات الحرب الأوكرانية في البحر الأسود، الذي يعد الممر الرئيسي لوصول القمح إلى الأسواق الدولية.
وقالت وكالة "بلومبيرغ"، في السياق ذاته، إن العقود الآجلة للقمح في شيكاغو تراجعت بنحو 11% في الأشهر الثلاثة الماضية، وتستعد للانخفاض الفصلي الرابع.
ورغم أن روسيا أنهت، في يوليو/ تموز، اتفاق الممر الآمن الذي سمح لناقلات البضائع بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى بقية العالم، فإن الأسعار ظلت تحت ضغوط التراجع، بسبب أن روسيا حققت محصولاً وفيراً قياسياً.
وقال رئيس قسم توقعات الشركات الزراعية في مجموعة "أستراليا آند نيوزيلندا" المصرفية، مايكل وايتهيد: "ما أظهرته الأحداث المحيطة ببداية الصراع في أوكرانيا هو أنه في هذا اليوم وهذا العصر لدى العالم، بشكل عام، طريقة لإيصال الحبوب إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها". وتابع: "قد يكون هذا هو مستوى السعر المنخفض الجديد للقمح".
وأشارت وكالة "بلومبيرغ" أخيراً إلى أنه رغم أن غزو أوكرانيا العام الماضي "أعاق صادرات أوكرانيا الغذائية، لكنه ساعد على ترسيخ هيمنة روسيا على سوق القمح العالمية، وتنعكس هذه الهيمنة في الشحنات الروسية القياسية التي وصلت الأسواق العالمية، حيث تغلب التجار الروس على التحديات التمويلية واللوجستية التي واجهها البعض، بسبب العقوبات الغربية التي تلت الغزو".