أزمة السكر شمال شرقي سورية: ندرة وارتفاع في الأسعار

04 مايو 2023
الأسعار ترهق المواطنين في سورية (Getty)
+ الخط -

تشهد مناطق الإدارة الذاتية، شمال شرقي سورية، في الآونة الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار السكر وشحاً في توافر هذه المادة في الأسواق. وجاءت هذه الأزمة بالتوازي مع أزمة ارتفاع أسعار غالبية المواد التموينية وصعود سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية الذي وصل لـ8300 ليرة.

ورغم إنشاء الإدارة الذاتية شركة نوروز الخاصة بتأمين المواد الغذائية للمستهلكين وتجار المفرق بهدف منع احتكار التجار وبيع تلك المواد بأسعار منافسة، إلا أن مراكز هذه الشركة لا تغطي كل المناطق، كما لا تتوافر فيها المواد بشكل كبير، كما تعمد إلى تحميل المواد الغذائية المطلوبة مع مواد كاسدة.

عشرة آلاف ليرة ثمن الكيلوغرام الواحد من السكر في بقالة شعبية في حي الرميلة بالرقة. يقول أحمد الخميس (45 عاماً)، وهو صاحب البقالة، لـ"العربي الجديد": "منذ أكثر من أسبوعين حصلت أزمة كبيرة في توزيع السكر وشرائه من المستودعات التجارية بالسوق الحرة، فيما يتم بيعه عبر مراكز شركة نوروز بسعر منخفض (5000 ليرة)، لكن وسط طلب كبير وقلة في توافر المادة، بالإضافة إلى تحميلنا مواد أخرى غير مرغوبة الجودة من قبل المستهلكين، مثل الأرز، البرغل، المعكرونة، رب البندورة الإيراني، ما يضطرنا لرفع سعر الكيلوغرام الواحد من فاتورة السكر".

ويتابع الخميس: "حين نشتري مادة السكر من التجار لا نأخذها بسعر شركة نوروز نفسه، بل بسعر يقارب 8000 و8500، علما أن المصدر واحد وحصري، لكنها مواسم تجارية يتم استغلالها".

وتقول السيدة سمية الأحمد، من حي الصالحية بالحسكة، والتي تنتظر دورها في شركة نوروز منذ يومين لتأمين مادة  السكر، لـ"العربي الجديد": "منذ يومين وأنا أقف في طابور الانتظار أمام مركز نوروز، حيث المئات ينتظرون في الطابور حتى دوار الصالحية وأكثر، ونقف أكثر من ثماني ساعات، وينتهي التوزيع في الساعة الثالثة من كل يوم، وأعود خاوية اليدين لليوم التالي".

تضيف سمية: "كلفة شراء الكيلوغرام من البقاليات 10 آلاف ليرة، وهذا ليس ضمن قدرتي، وكذلك الحال بالنسبة إلى العديد من العوائل بالحسكة، ويتم بيعه ضمن مركزين فقط بالحسكة، بما لا يلبي حاجات السكان، وهو ما خلق فرصة لتجار الأزمات بالظهور مجددا".

بدوره، يقول الناشط من ريف دير الزور زيد العگيدي، لـ"العربي الجديد": "أنشأت الإدارة الذاتية منذ ثلاث سنوات ما تسمى (شركة نوروز)، وهي شركة عامة تمتلك المراكز الحصرية لبيع المواد التموينية والاستهلاكية بأسعار تنافس التجار، لكن يشتكي السكان المحليون من قلة مراكز التوزيع وعدد ساعات الدوام القليلة من التاسعة صباحا وحتى الثالثة عصراً، الأمر الذي خلق أزمة كبيرة، وأيضا ترك المجال أمام التجار لتأمين المواد التموينية، ومنها السكر، الأمر الذي فاقم الأزمة".

ه
المساهمون