يشهد سوق السيارات الجديدة في تركيا عجزاً كبيراً نتيجة الأزمة التي يشهدها العالم في هذا القطاع الضخم بسبب نقص الرقائق الإلكترونية التي خلفتها جائحة كورونا، بعد أن توقفت المصانع عن إنتاجها حينها، الأمر الذي تسبب بحدوث عجز كبير الآن مقابل الطلب المرتفع من قبل شركات السيارات.
ودفعت تلك الأزمة إلى زيادة أسعار السيارات داخل السوق التركي بشكل كبير، حيث ارتفعت أسعار السيارات الجديدة بنحو 40%، كما أدى عدم توافر السيارات الجديدة إلى زيادة الطلب على السيارات المستعملة وبالتالي ارتفاع أسعار هذه الأخيرة بنسب بين 100% و400%.
ومنذ عام 2020 حتى الآن، يساهم استمرار أزمة الرقائق في إبقاء موجة ارتفاع أسعار السيارات الجديدة، لكن مع زيادة أكبر في أسعار السيارات المستعملة نتيجة توجه النسبة الكبرى من الزبائن إليها كبديل ضمن إمكاناتهم المادية.
وتتوقع أسواق السيارات التركية أن ترتفع أسعار السيارات خلال الربع الأول من عام 2022 أيضاً، نظراً لصعوبة توافر الرقائق الإلكترونية بالشكل المطلوب خلال هذه الفترة، كما ستواصل المستعملة الارتفاع مع زيادة الطلب.
ويُرجع أونال تاشديمير، أحد أصحاب معارض السيارات، ارتفاع أسعار المستعملة إلى المتاجرة بها لدى أصحاب السيارات والتجار المعتمدين وغير المعتمدين على السواء، إضافة إلى سوق الإنترنت المفتوح الذي يشهد حالة رواج غير مسبوقة، حيث يتم تحديث أسعار آلاف السيارات المستعملة يومياً أونلاين.
ويروي تاشديمير لـ"العربي الجديد" أن "الزبائن يفاجأون برؤية السيارة التي اشتروها بـ200 ألف ليرة (14793 دولاراً) منذ 3 أشهر كيف أصبح سعرها اليوم 280 ألفاً (20710 دولارات)، وهو الأمر الذي يدفعهم لبيع السيارة بهدف الربح، ولكن بعد أسبوع واحد لن يتمكنوا من العثور على نفس السيارة مقابل 300 ألف ليرة تركية. (الدولار = 13.52 ليرة اليوم الجمعة).
وحول السيارات الجديدة، قال تاشديمير إنه بسبب أزمة الرقائق لم يتبق لدى التجار أي سيارات للبيع، ويتم تنظيم قوائم انتظار للعملاء، وقد يستغرق موعد التسليم لبعض الطرازات مدة تستغرق 6 أشهر.
لكن مع تزايد أسعار السيارات الجديدة، فإن هؤلاء العملاء بمجرد حصولهم على سيارتهم الجديدة يتحولون من كونهم مشترين إلى تجار، حيث يحاولون تحقيق ربح من خلال بيع السيارة الجديدة بسعر أعلى من القيمة السوقية.
مبيعات السيارات في 2021 بتركيا
بحسب جمعية موزعي السيارات التركية، فإنه خلال عام 2021 بيعت 49 ألفاً و698 سيارة سيدان طراز "فيات ايجيا" Fiat Egea، لتحتل المركز الأول، بينما جاءت "تويوتا كورولا" Toyota Corolla في المركز الثاني ببيعها 41 ألفاً و343 وحدة، و"رينو ميغان" Renault Megane في المركز الثالث ببيع 29 ألفاً و832 سيارة.
وفي قطاع السيارات الفاخرة، باعت الألمانية "بي إم دبليو" BMW ما مجموعه 15 ألفاً و555 سيارة لتحتل المركز الأول، بينما جاءت "مرسيدس-بنز" Mercedes-Benz في المركز الثاني ببيع 15 ألفاً و398 وحدة، و"أودي" Audi في المركز الثالث بـ14 ألفاً و36 وحدة.
وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 237% بواقع 846 سيارة، وتصدرت السوق "رينو زوي" Renault zoe ببيع 772 وحدة.
قال أوكان باباو، أحد الراغبين في شراء سيارة جديدة، إنه كان يريد سيارة "فولكسفاغن" VW من إحدى الوكالات في إسطنبول، إلا أن الوكيل أخبره أن التسليم سيستغرق نحو 5 أشهر، فقرر الانتظار إلا أنه بعد شهرين من الانتظار هاتفه التاجر ليخبره أن السيارة ارتفع سعرها بشكل مبالغ فيه، ليقرر في النهاية تغيير الشركة.
واستدرك باباو في تصريحه لـ"العربي الجديد" أنه قرر شراء سيارة "تويوتا" وذهب إلى أحد الوكالات الخاصة في سبتمبر/ أيلول الماضي، ودفع عربوناً لإثبات جدية المعاملة، وانتظر شهرين ليسألهم بعد ذلك عن موعد وصول السيارة، إلا أنهم طالبوه بالانتظار أو استرداد أمواله، لعدم وصول السيارة بعد.