أدوية منتهية الصلاحية تغزو السودان: فوضى الحرب

09 ابريل 2024
شح الأدوية بسبب الحرب (أشرف شاذلي/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مع اقتراب نهاية العام الأول للحرب في السودان، تفاقمت مشكلة انتشار الأدوية غير المرخصة ومنتهية الصلاحية في الأسواق، خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب والتي شهدت نزوحاً كبيراً.
- نحو 90% من الصيدليات العامة توقفت عن العمل بسبب نفاد الأدوية وشحها، مما دفع المواطنين للجوء إلى الأدوية البديلة والأعشاب، في ظل غياب الرقابة والفوضى.
- حذر المجلس القومي للأدوية والسموم من انتشار الأدوية المخالفة للمواصفات، وأكدت مصادر على ضرورة تكثيف الرقابة وتعيين صيادلة لمتابعة إجراءات دخول الأدوية، خاصة في المناطق المستقرة.

مع اقتراب انتهاء العام الأول للحرب السودانية زاد انتشار الأدوية غير المرخصة ومنتهية الصلاحية في الأسواق المحلية خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب والتي شهدت نزوحا كبيرا من المواطنين.
وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن انتشار بؤر لبيع أدوية غير مرخصة ومنتهية الصلاحية عقب التدمير الكبير والسرقة التى تمت لمخازن الأدوية الحكومية والصيدليات.

وحسب المصادر التي رفضت ذكر أسمائها، توقفت نحو 90 بالمائة من الصيدليات العامة مع نفاد وشح الأدوية بسبب الحرب، ما دعا كثيرا من المواطنين إلى اللجوء للتداوي بالأدوية البديلة والأعشاب.

مصادر: توقف نحو 90 بالمائة من الصيدليات العامة مع نفاد وشح الأدوية بسبب الحرب

وأوضحت المصادر أن أكثر الولايات التي انتشرت بها الأدوية الفاسدة هي الخرطوم، والجزيرة وسنار والدمازين ودارفور نتيجة صعوبة الرقابة في ظل ظروف الحرب.

وسبق أن حذر المجلس القومي للأدوية والسموم التابع لوزارة الصحة السودانية من انتشار أدوية مخالفة للمواصفات منتشرة بالأسواق.

مواطنون تحدثوا لـ"العربي الجديد"، وقالوا إن الوضع الصحي فى البلاد أصبح متدهوراً بصورة كبيرة ولا توجد أدوية أو رعاية طبية خاصة للمواطنين الذين آثروا البقاء في منازلهم بمناطق النزاع.

وقال المواطن سيف الدين حسن لـ"العربي الجديد": "للأسف كل ما تم نهبه من مخازن الإمدادات الطبية الحكومية في الخرطوم من أدوية تم تخزينه في ظروف غير مهيأة، ما جعلها تفقد صلاحياتها".

وأضاف حسن: "ليست هناك وسيلة لمنع التجار من تداول الأدوية غير الصالحة لعدم وجود رقابة وغياب القوانين التي يمكن أن تحمى المستهلك لأنّ البلد تعيش في حالة فوضى".

مواطنون لـ"العربي الجديد": الوضع الصحي أصبح متدهوراً بصورة كبيرة ولا توجد أدوية أو رعاية طبية خاصة للمواطنين

الطبيب محمد ياسين قال لـ"العربي الجديد" إن ضعف الرقابة جعل من الأدوية منتهية الصلاحية وغير المرخصة تدخل إلى الأسواق بصورة كبيرة بجانب انتشار عمليات التهريب في الحدود لأنواع محددة من الأدوية وهذا سوف تنعكس آثاره السلبية على المجتمع كله.

وقال إن لم تضع الحرب أوزارها لن تنجح أي جهود في إيقاف مثل هذه التجارة.

ونبه عدد من الصيادلة إلى وجود جهات منظمة بدأت تدخل أدوية غير مسجلة بطرق مختلفة إلى البلاد دون الالتزام بالضوابط والشروط المفروضة من المؤسسات الفنية.

وأشاروا في الوقت ذاته إلى أنّ أغلبية الأدوية الموجودة الآن في السوق غير مسجلة في السودان.
وشددوا على ضرورة تكثيف الرقابة على الحدود وتعيين صيادلة لمتابعة إجراءات دخول الأدوية خاصة في المناطق المستقرة إضافة إلى ضرورة مرورها عبر المجلس القومي للصيدلة والسموم وأن تخضع للفحص بالمعمل لمعرفة مكوناتها وصلاحيتها بعد التصديق لهم بإدخالها للبلاد.

من جهته، قال الصيدلي مجدي محمد نور لـ"العربي الجديد" إنّ أغلبية الأدوية الآن الموجودة في السوق غير مسجلة في السودان ومنها المخدرة وغير المخدرة بجانب أدوية مجهولة التصنيع والتي أثبتت عدم فعاليتها.
ومع اقتراب نهاية العام الأول من الحرب في السودان واشتداد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، فقدت جهات رقابية عديدة في الدولة السيطرة على الأوضاع، ومن ضمنها الجهات الطبية.

المساهمون