سجلت أسعار النفط العالمية أدنى مستوياتها في أسبوعين، مع تراجعها بأكثر من 3% يوم الثلاثاء، بفعل المخاوف حيال توقعات الطلب على الوقود، بينما تكابد أوروبا والولايات المتحدة تنامياً في إصابات كورونا، وذلك وسط شكوك في تعزيز "أوبك" إنتاجها.
وفي اليوم قبل الأخير له كعقد أقرب استحقاق، تراجع سعر برميل خام برنت تسليم نوفمبر/ تشرين الثاني 1.4 دولار، بما يعادل 3.3%، ليتحدد سعر التسوية عند 41.03 دولارا، في حين نزل عقد ديسمبر/كانون الأول الأنشط 3.1% إلى 41.56 دولارا. وانخفض الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.31 دولار أو 3.2% إلى 39.29 دولارا عند الإغلاق، وفقا لبيانات رويترز..
رئيس "ريتربوش وشركاه" في جالينا بولاية إلينوي، جيم ريتربوش، قال: "تراجع اليوم أعقب عموما تراجعات في الأسهم"، وذلك قبيل صدور تقرير معهد البترول الأميركي في وقت لاحق اليوم وبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية غدا الأربعاء، والذي من المتوقع أن يُظهر ارتفاع مخزونات الخام بالولايات المتحدة 1.6 مليون برميل الأسبوع الماضي.
واليوم استبعد متعاملون كبار أن تزيد "أوبك" إنتاج النفط كما هو مقرر بدءا من يناير/كانون الثاني حيث قد يعني هذا مزيدا من الضغوط على سوق ضعيفة بالفعل، فيما من المقرر أن تقلص "أوبك" تخفيضات إنتاجها مليوني برميل يوميا في يناير/كانون الثاني من العام المقبل.
وكانت المنظمة ومنتجو نفط كبار آخرون قد أعلنوا عن تخفيضات غير مسبوقة في مارس/ آذار من العام الحالي بالتزامن مع انهيار الطلب، في ظل إغلاقات شملت نحو نصف العالم لوقف انتشار كوفيد-19. وقال بيير أندوراند، المؤسس ومدير الاستثمار في "أندوراند كابيتال"، متحدثا خلال قمة "فايننشال تايمز" العالمية للسلع الأولية: "لا أعتقد أن أوبك ستزيد الإنتاج في يناير/كانون الثاني... إذا فعلوا، ستختبرهم السوق بأن تتراجع".
استئناف إنتاج حقل السرير الليبي
على صعيد آخر، قال رئيس "شركة الخليج العربي للنفط"، اليوم الثلاثاء، محمد شتوان، إن حقل السرير النفطي الليبي قد استأنف الإنتاج، وذلك بعد أن رفعت قوات من شرق البلاد حصارا ضربته لثمانية أشهر على منشآت الطاقة. لكنه لم يذكر رقما لمستويات الإنتاج في السرير، الذي كان يضخ أكثر من 300 ألف برميل يوميا العام الماضي.
وكانت المؤسسة الوطنية للنفط قد رفعت حالة القوة القاهرة في إنتاج وصادرات بعض المنشآت هذا الشهر بينما أبقت القيود في المواقع التي ما زال يوجد بها مقاتلون، فيما تقول المؤسسة ومصرف ليبيا المركزي في طرابلس إن الإقفال الذي فرضته قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) تسبب في فقد إيرادات بنحو 10 مليارات دولار.
واستؤنفت الصادرات وبدأت بعض الحقول تعاود الضخ، لكن مؤسسة النفط تقول إن عودة الإنتاج إلى مستويات ما قبل الإقفال ستستغرق وقتا طويلا بسبب الأضرار التي لحقت بالحقول. وقالت شركة سرت للنفط في بيان نُشر على الإنترنت اليوم إن إنتاجها وصل إلى 60 ألف برميل يوميا.