شهدت شركة آبل أسوأ بداية عام في تاريخها، حيث تعرض حاملو أسهمها لضغوط، جراء تخفيض تقييمها من قبل مؤسستين ماليتين، ثم مؤخراً ورود أنباء عن اعتزام الحكومة الأميركية التحقيق في ممارساتها الاحتكارية، ما تسبب في تراجع سعر السهم، وتضييق الفارق في القيمة السوقية مع الشركة التي تليها في الترتيب، ضمن أكبر شركات العالم غير المملوكة لحكومات.
وتراجعت أسهم شركة التكنولوجيا العملاقة، التي تصنع الهواتف الذكية "آيفون" والحواسب الآلية "ماك"، بنسبة 0.4% يوم الجمعة لتغلق عند حوالي 181 دولارًا، بعد أن ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة العدل تقترب من رفع قضية مكافحة احتكار ضد آبل. ومثل تحرك سعر السهم في آخر أيام الأسبوع اليوم السلبي الخامس على التوالي للشركة، وهي أطول سلسلة خسائر لها منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وكتب أنوراغ رانا، محلل "بلومبيرغ إنتليجنس"، في مذكرة، أن قضية مكافحة الاحتكار المحتملة ضد شركة آبل "من شأنها أن تضاف إلى مجموعة كبيرة من المشاكل التي تواجهها، بدءًا من تباطؤ مبيعات "آيفون"، إلى مشكلات براءات الاختراع الخاصة بالساعة التي تصنعها، وهو ما قد يؤثر سلبياً على نموذج أعمالها، القائم على دمج أجهزتها وخدماتها بشكل محكم".
وتعد الشركة، التي يقع مقرها الرئيسي في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، الشركة الأكثر قيمة منذ يوليو/تموز 2022، لكنها شهدت محو حوالي 177 مليار دولار من القيمة السوقية حتى الآن هذا العام، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ. ورغم تعرض سعر السهم لانخفاضات أكبر كنسبة مئوية في الأسبوع الأول من شهر يناير/كانون الثاني في وقت سابق، فقد كانت الخسائر هذه المرة أكبر تدمير للقيمة السوقية في بداية أي عام على الإطلاق.
وبدأت التراجعات في وقت سابق من الأسبوع، بعد أن تعرضت آبل لتخفيضين في التصنيف، حيث أشار المحللون إلى أن البيئة الكلية الضعيفة في الصين تضغط على الطلب على أجهزة "آيفون". وقد أدى ذلك إلى تقليص تقدمها على عملاق آخر في قطاع التكنولوجيا، هو أقرب منافسيها، شركة مايكروسوفت، والتي شهدت أسهمها انخفاضًا بنسب أقل في بداية العام، ليصبح الفارق في القيمة السوقية بين العملاقين أقل من 60 مليار دولار.
ودفعت الخسائر القيمة السوقية لشركة آبل إلى نحو 2.817 تريليون دولار، بينما كانت القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت، بنهاية تعاملات الجمعة، 2.759 تريليون دولار تقريبا. واستفادت الأخيرة، التي تصنع برامج "ويندوز"، من طفرة الذكاء الاصطناعي، التي فتنت وول ستريت خلال العام الماضي. وتعد مايكروسوفت أكبر مساهم في OpenAI، حيث استثمرت حوالي 13 مليار دولار في الشركة الأم "تشات جي بي تي".
وقبل نهاية العام، خفضت المحللة كاتي هوبيرتي، من بنك مورغان ستانلي، تصنيف سهم آبل من "زيادة الوزن" إلى "وزن متساوٍ". وفي أول أيام التعامل من العام الجديد، خفض المحلل تيم لونج، من بنك باركليز، تصنيف السهم من "زيادة الوزن" إلى "نقص الوزن". وأرجع البنكان التغير في نظرتهما للسهم الأشهر في العالم إلى مخاوف بشأن الطلب على أجهزة "آيفون"، والرياح المعاكسة الاقتصادية الكلية، مثل التضخم.
وقال جين مونستر، الشريك الإداري في شركة Deepwater Asset Management: "يدرك المستثمرون مدى ندرة أن يكون لدينا شخصان سلبيان". "لقد قمت بتغطية هذه الشركة لفترة طويلة ولم أر قط تخفيضين لتصنيفها قبل تقرير الأرباح".