"الإدارة الذاتية" تلجأ للذرة لسد عجز القمح في صناعة الخبز شرقي سورية

10 يناير 2022
زحام أمام أحد المخابز في مدينة الرقة شمال سورية (Getty)
+ الخط -

يواجه سكان المناطق الواقعة شمال شرقي سورية الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أزمة في تأمين الخبز، تعود أسبابها للنقص في كميات طحين القمح والجودة المنخفضة في إعداده ضمن الأفران، مع ارتفاع الأسعار.

يشكو المواطن عيسى الأحمد، من سكان مدينة القامشلي من نوعية الخبز، ويقول لـ"العربي الجديد": "نشتري الخبز صباحاً وبعد مدة قصيرة يجف ويتكسر، لم يعد كما السابق ليناً لأكثر من ثماني ساعات ضمن الكيس، اليوم إذا حصلنا على خبز غير محروق يمكن تناوله، يتكسر ويتحول لفتات".

رفع أسعار الخبز 300%

رفعت الإدارة الذاتية (الكردية) التي تعتبر الواجهة السياسية للمنطقة، أسعار الخبز مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث زاد سعر الربطة الواحدة التي يبلغ وزنها 1250 غراما إلى 1200 ليرة، مقابل 300 ليرة، بزيادة بلغت نسبتها 300%.

يقول خضر وهو صاحب مخبز في مدينة الرقة لـ"العربي الجديد"، إن سبب تدني جودة الخبز عائد لخلط طحين القمح بطحين الذرة الصفراء، قبل توزيعه من قبل الجهات المختصة في الإدارة الذاتية، مضيفا أن خلط الذرة الصفراء غير المطحونة بالشكل المناسب يعيق عجن الطحين، وإنتاج خبز بنوعية جيدة.

بيع القمح والتخلي عن الاحتياطي

وكشف مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" أن الأزمة عائدة إلى بيع "الإدارة الذاتية" القمح خلال السنوات الماضية، دون تخزين كميات مناسبة ووضع احتياطي استراتيجي في صوامع المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأكد المصدر أن نقص الطحين دفع بالإدارة الذاتية لإدخال الذرة في صناعة الخبز، بنسب تصل إلى 20%، بالإضافة للشعير، وهذا تسبب في إنتاج خبز بجودة منخفضة جداً، وهناك استياء كبير لدى السكان من هذا الأمر.

ويستلم أصحاب الأفران كيلو غرام الطحين الواحد بسعر مدعوم من المطاحن، فيما تتفاوت الكميات من فرن لآخر بحسب أصحاب الأفران في الرقة.

وتراجع إنتاج موسم القمح العام الماضي بشكل كبير وبلغت الكميات المسلمة للمراكز التابعة لـ"الإدارة الذاتية" نحو 185 ألف طن مقارنة بنحو 800 ألف طن في موسم العام 2020.

استيراد كميات من القمح

وتبلغ احتياجات شمال شرقي سورية من مادة القمح نحو 700 ألف طن كمخزون سنوي للبذور والطحين، بحسب تقارير لجان وهيئات الاقتصاد.

وأعلنت "الإدارة الذاتية" نيتها استيراد كميات من القمح لسد العجز لديها خلال الفترة المقبلة، مع التزامها بدعم الأفران، وحصلت في وقت سابق على 3 آلاف طن من "الوكالة الأميركية للتنمية" من بذور القمح كدعم للمزارعين في منطقة شمال شرقي سورية.

المساهمون