ابتهال الخطيب في رحلة إلى "مسجد قرطبة"

25 مارس 2019
(جانب من مسجد قرطبة، الصورة من موقع المسجد الرسمي)
+ الخط -

يعدّ مسجد قرطبة في إسبانيا، من أهم المعالم الأثرية الإسلامية في أوروبا، وتحضر فيه أنماط معمارية وفنية مختلفة من العمارة الأموية والقوطية والأوروبية، لا سيما بعد أن تحوّل إلى كاتدرائية.

وكان الأمويون شيّدوا مسجد قرطبة في القرن الثامن الميلادي قبل أن يتحوّل في عام 1236 إلى كنيسة عقب سقوط الأندلس، غير أن المسجد حافظ على طابعه المعماري، وقد أعنلته "يونسكو" تراثاً عالمياً سنة 1984.

حول هذا المسجد، تحاضر الباحثة والأكاديمية ابتهال الخطيب عند السابعة من مساء اليوم في "مركز اليرموك الثقافي" التابع لـ "دار الآثار الإسلامية"، في جلسة تحت عنوان "مسجد قرطبة في إسبانيا".

تنطلق الخطيب، الأستاذة في "جامعة الكويت" والناشطة الحقوقية والسياسية، والتي أصدرت عدّة أبحاث وترجمات ودراسات، في محاضرتها من "عشق شخصي عميق لهذه التحفة المعمارية"، وفقاً لبيان المنظمين، وتقدّم استعراضاً لتاريخ المسجد، وتاريخ المبنى وواقعه اليوم مع التركيز على الرؤية الفنية التي بُني عليها.

كانت الخطيب قد كتبت مقالاً في موقع "الآن" عام 2016، تناولت فيه رحلتها إلى إسبانيا، وتطرّقت إلى مسجد قرطبة بقولها "منذ الوهلة الأولى وقعت في حب مسجد قرطبة، وصلنا ليلاً فما استطعت انتظاراً، ذهبت أحج حوله، فدرت ودرت حول المبنى العظيم، بيديّ تلمسّت كل حوائطه الخارجية، تطلعّت إلى بنيانه الشاهق وأبوابه المزخرفة".

تضيف "ما إن حلّ الصباح حتى أتيته قفزاً، وبصحبة 'دليلة' رائعة، تجوّلت في ردهاته المهيبة، لم أدع حائطاً إلا واحتضنته، عموداً إلا وقبلته، كنت أحتفي بالفن العظيم لا الماضي الأليم، التحفة المعمارية لا القساوة والعجرفة الإنسانية. شهقت شهقة منكوب وأنا أرى منتصف المسجد وقد أزيلت عواميده الرومانية الأصل، والتي كانت متوافرة في المنطقة من أثر الوجود الروماني القديم، لتحلّ في قلبه كنيسة شاهقة".

تكمل "الكنيسة جميلة إلا أنها دخيلة احتلالية، ذات بناء تطلّب إزالة عدد كبير من الأعمدة ومنع المنظر المهيب لهذا التردد اللانهائي للأقواس، فيقال إنك إذا ما وقفت في منتصف المسجد في ذاك الزمن، كنت تفقد القدرة على تحديد المكان، ولربما الزمان، فتتوه بين أعمدة يشبه الوقوف بينها ذاك بين مرآتين، فتتكرّر الصورة إلى ما لا نهاية".

المساهمون