محمد بركات.. استعارة تصاميم معمارية من الطبيعة

08 يناير 2018
(من المعرض)
+ الخط -
شغلت الأنماط الهندسية المتشكّلة في الطبيعة المعماريين منذ الحضارات القديمة، إذ استحوذت نظم التمثيل النسبي والتكرارات والمتتاليات الموجودة حولنا على اهتمام الرياضيين والمهندسين في الحضارات البابلية والفرعونية والإغريقية، والعلاقة بين تشريح الجسم الإنساني وأبعاده في تصميم المباني.

لم يغب التنظير حول التوافق بين الطبيعة والعمارة في العصور الوسطى والحديث، وظهرت محاولات عديدة لخلق نماذج مبتكرة تحاكي ذلك، كما في أعمال المعمارييْن السويسري لو كوربوزييه والإسباني أنتوني غاودي اللذين على اختلاف تجربتهما، لكنهما استعارا هياكل كثير من تصميماتهما من أشكال طبيعية.

في هذا السياق، افتتح معرض "هندسة الطبيعة في التكوين المعماري" في الحي الثقافي "كتارا" في الدوحة للفنان السوري محمد مهند بركات، في الثاني من الشهر الجاري والذي يتواصل حتى الرابع عشر منه.

البحث الأساسي لدى بركات هو استمرار لمرجعيات سابقة حاولت رصد خطوط الطبيعة في انحناءاتها المتقاطعة أو في توازيها وما تبنيه من أشكال معقّدة ومحكمة التنسيق سعياً لنقلها كتصميم معماري، وهو ما قام به من خلال عشرة مجسمات وإحدى عشر لوحة نحتية ومجموعة من الصور باللونين الأبيض والأسود والتي تعكس مراحل العمل وتسلسله.

يركّز المعرض على "تأثيرات هندسة الطبيعة على كلّ ما يصنعه الإنسان، من خلال دراسة مكوّنات تضاريسها الأولية من جيال وهضات وسهول أو تشريح الحيوانات والأسماك والطيور وكذلك الجسم البشري، والتأليف بين البسيط والمعقد وبين الزوايا المنحنية والحادة وبين ما هو أفقي وما هو عمودي بالإضافة إلى ثنائيات أخرى تلخّصها علاقة الإنسان بالطبيعة"، بحسب المنظّمين.

في أحد الأعمال المعروضة، يظهر تصميم ناطحة سحاب مشتق من ذرة الثلج "رقاقة"، وتصميم آخر لكرسي مستوحى من قشور سمكة القرش، وثالث لأبراج من أوراق زهرة الزنبق، ونصب تذكاري مشتق من الجبال الجليدية المائية من القطب الجنوبي.

يُذكر أن محمد مهند بركات فنان ومهندس معماري سوري مقيم في قطر، تخرّج من "جامعة دمشق" سنة 2008 وحصل على الباكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في هندسة العمارة الداخلية، وتستند تجربته إلى بحث يعتمد على هندسة الطبيعة المعقدة والحرة، وشارك في عدّة معارض عربية ودولية.

المساهمون