عزيز سيد.. الجسد بلغة المنمنمات

29 يناير 2018
(من المعرض)
+ الخط -
يواصل الفنان التشكيلي المغربي عزيز سيد (1946) تقديم الجسد الإنساني عبر تصوير تمثّلاته وحركاته وحضوره في المكان ووجوه تعبّر عن هويتها وملامح تظهر فائض عريها، مع وجود مؤثرات حروفية وزخارف تتداخل مع الأجساد وأزيائها ولا تبدو مجرّد خلفية للوحة.

"ملامح نسائية" عنوان المعرض الذي افتتح للفنان في الحادي والعشرين من الشهر الجاري في قاعة "باب الرواح" في الرباط، ويستمر حتى مساء غدٍ الثلاثاء، ويضمّ أعمالاً تمتزج فيها المنمنمات العربية والنقوش القديمة لكنها تظهر من خلال الألوان بروح معاصرة.

سيد الذي تخرّج من "أكاديمية الفنون الجميلة" في مدينة كراكوف البولندية، عاد إلى المغرب في سبعينيات القرن الماضي ليقدّم تجارب خاصة من رسم الموديل بمناخات وتقنيات تجعله منتمياً إلى الهوية المغربية بمكوّناتها العربية والأمازيغية، مع انفتاحه على التيارات التشكيلية الحديثة.

منذ معرضه الأول عام 1973، برز اهتمامه في الجسد كثيمة وموضوع لم يخرج عنه في سلسلة المعارض التي تلته إلى اليوم، في تنويعات مختلفة تظهر العديد من التعبيرات الفنية والطقوس الاجتماعية والدينية والعوامل الثقافية، وحضور الجسد في المتخيّل والذاكرة الشخصية والجماعية كذلك.

تحضر الأجساد في بعض اللوحات المعروضة كامتداد للزخارف النباتية التي تكسو العديد من المساجد والقصور القديمة في العالم الإسلامي، وهو جزء من الاحتفاء بها وتقديمها في ألوان زاهية، حيث الأخضر هو اللون السائد في تلك الزخارف التي تحتشد بالأوراق والورود والعصافير التي تشكل مجتمعة جزءاً من الوشاح الذي يتغطّى به الجسم.

الحرف هو عنصر أساسي في تشكيل اللوحة، لكن ظهوره لا يأتي ضمن عبارات واضحة محدَدة إنما يأتي على نحو يتناغم مع حركة الجسد ويشير إلى دلالات حسية، كما أنه يجسّد جزءاً من الستار/ الحجاب الذي يمثّل رمز الرقابة والمنع والتخفّي، عبر حضور كل هذه المرجعيات البصرية وتمثّلاتها في الثقافة العربية والإسلامية.

لا يريد سيد لكائناته أن تبدو كأنها مأخوذة من أحد كتب التراث التي تحتوي على مثل هذه المنمنمات، وإن كانت تشببها في بعض تفاصيلها إليها، لكنه اختار أن يعكس تكوينها النهائي الانتماء إلى هذا العصر.

المساهمون