"الفيلم العربي/ الهولندي": بين هنا وهناك

27 سبتمبر 2017
(من فيلم "حكايات قريتي" لـ كريم طرايدية)
+ الخط -

تركّز العروض الثلاثة التي تنظّمها "مؤسسة عبد الحميد شومان" في عمّان تحت عنوان "ليالي الفيلم العربي/ الهولندي" على قضايا تخصّ اللاجئين العرب في هولندا، أو يقدّمها مخرجون يقيمون هناك. ربما لا تمثّل هذه الخيارات واقع هذه السينما واتجاهاتها الحالية، لكنها تذهب نحو أعمال جادة تتناول ما يهمّ المنطقة أو ما يتصل بأزماتها.

افتتحت التظاهرة مساء أمس في "سينما الرينبو" في العاصمة الأردنية بفيلم "ليلى إم" (2016) للمخرجة وكاتبة السيناريو ماكي دي يونغ، التي تسعى من خلال عملها إلى مراجعة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، عبر اختيار شخصية ليلى الفتاة ذات الأصل المغربي التي نشأت في أمستردام وتنتمي إلى الطبقة الوسطى، وتتمتع بقدر عالٍ من الذكاء والاستقلالية.

نموذج اختارته يونع بعناية، حيث تنقلب حياة بطلة الفيلم نحو التشدّد والتطرف بسبب الشكوك المتزايدة التي يحيطها بها المجتمع كونها مسلمة وترتدي حجاباً فقط وما تتنجه من ممارسات عدائية وخطاب كراهية، وهو ما يدفعها إلى الارتباط بزميلها المتطرّف أيضاً ويقرّران السفر إلى المنطقة العربية والالتحاق بإحدى الجماعات المسلّحة هناك، لتبتدئ بعض ذلك بمواجهة تناقضات أشد تعقيداً وتعرّض حياتها إلى الخطر.

عند السابعة من مساء اليوم الأربعاء، يُعرض "حكايات قريتي" (2016) للمخرج الهولندي الجزائري كريم طرايدية، والذي يروي سيرة حياته في الفيلم، كما صرّح أكثر من مرّة للإعلام، منطلقاً من حلم طفل يسمّى بشير يعبش في قرية جزائرية أثناء حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي.

يقدّم المخرج رؤية نقدية تجاه أحد المناضلين في صفوف الثورة، الذي يتخلّى عن عائلته ويغيب، مما يجعل بشير يتمنى لو استشهد والده في إحدى العمليات العسكرية، فقط لكي يمكنه أن يفخر بأنه قد أصبح "ابن الشهيد" أو "ابن المجاهد"، ثم يصوّر عودته والاضطرابات التي تنتج عنها، كما يعرض تلك المفارقات المتعلّقة بوعود كثيرة لم يحقّقها الثوار بعد الاستقلال.

تختتم العروض غداً الخميس بفيلم "فندق المشاكل" (2015) لـ مانو ريشي، وتدور أحداثه حول حياة اللاجئين العابرين للحدود من بلدان مختلفة داخل المخيّم حيث يعيشون حالة من الانتظار اللانهائي بلا أفق ولا مستقبل؛ حيوات تتحرّك على حافة الماضي والذاكرة ومستقبل مجهول.

دلالات
المساهمون