"قليبية لسينما الهواة".. انفتاح على الحراك الاجتماعي

12 اغسطس 2017
(ملصق الدورة)
+ الخط -

لم تعد سينما الهواة تعني بالضرورة قلّة الجودة الفنية، مع انتشار وسائل التصوير وقلة تكاليفها وأيضاً الثقافة السينمائية من خلال الإنترنت ورواج الورش التي تهتم بالفن السابع.

لم تعد سينما الهواة كذلك، وربما لم تكن، ولعل "المهرجان الدولي لفيلم الهواة" الذي يقام سنوياً في مدينة قليبية التونسية مع بلوغه الدورة 32 يشير إلى ذلك، فقد حقّق في دورات سابقة، خصوصاً في بداياته في الثمانينيات نجاحات حين فتح الستار على إنتاجات محبّي السينما بدل محترفيها، وكان منطلق بعض الأسماء التي شقّت لاحقا طريقاً في عالم الفن مثل الإيطالي نينو موريتي والتونسي رضا الباهي.

نفس المهرجان شهد دفعة جديدة بعد ثورة 2011، حيث التقت الإمكانيات التقنية التي صارت متاحة، مع انفتاح الحريات في تونس، ما أعاد للمهرجان إشعاعه السابق، بالإضافة إلى استفادته من الزخم الذي عرفته السينما التونسية في السنوات الثلاث الأخيرة.

تنطلق اليوم الدورة الجديدة من التظاهرة وتتواصل حتى 19 من الشهر الجاري. فيلم الافتتاح بعنوان "طالما أننا نعيش" (90 دقيق، 2016) للمخرج السويدي داني كوياتي، وهو يتناول وضع المهاجرين الأفارقة في السويد. وفي بقية الأيام تقدّم يومياً عشرة عروض موزّعة بين فئة الأفلام التونسية والأفلام الدولية بمشاركات من بلدان عدة منها: إسبانيا وكرواتيا والأرجنتين وبلجيكا ولبنان ومصر وكندا والمغرب.

كما تقام خلال المهرجان حلقات نقاش ليلية من بينها سهرة مخصّصة للسينما الأفريقية وأخرى للسينما الفلسطينية، وثالثة حول تجربة المخرج السوري محمد ملص الذي ستكون له محاضرة يوم الخميس المقبل.

من خصوصيات الدورة الحالية هو التقاؤها مع الاحتجاجات الاجتماعية التي تعرفها تونس ضد تمرير عدد من القوانين المتعلقة بملفات الفساد، وهو ما تجسّد هذه المرة في خطوة عملية من خلال رعاية "الهيئة والوطنية لمكافحة الفساد" للمهرجان حيث سيجري تنظيم ورش تتقاطع فيها السينما بتمرير قيم الحوكمة الرشيدة، وإستراتيجيات مكافحة الفساد، بالإضافة إلى دعوة المشاركين للمساهمة في "الحملة الوطنية لمكافحة الفساد". 

المساهمون