جياكوميتي في "تيت": عرض نادر لأصل القامات النحيلة

09 يونيو 2017
(من معرض "تيت" الحالي)
+ الخط -
حتى العاشر من أيلول/ سبتمبر المقبل يتواصل المعرض الاستعادي للفنان السويسري ألبيرتو جياكوميتي في متحف "تيت" اللندني، وفيه يلتئم شمل ثمانية من نسائه المنحوتات من الجص، الأمر الذي يمكن اعتباره ضربة أو أشبه بسبق ثقافي للمتحف، فلم يحصل وأن عُرضت التماثيل الثمانية في مكان واحد من قبل.

المرأة في هذه المنحوتات بالذات هي آنيت زوجة جياكوميتي، ولأول مرة تجتمع كلها منذ أن أنجزها الفنان عام 1956 من خامة الجص، الذي كان يملأ أرضيه محترفه مثلما وصفه صديقه الكاتب الفرنسي جان جينيه عام 1957، حين قال بعد زيارته "المحترف مستنقع حليبي، مكب عارم، خندق فعلي، الجبصين يغطي وجهه وشعره وملابسه".

بالنسبة إلى معرض "تيت" الحالي، فالأمر لا يتعلق بإعادة عرض التماثيل البرنزية الشهيرة التي يقتني مجموعات منها كثير من متاحف العالم، لكن "تيت" اهتم بالمنحوتات الجصية الأصلية والتي كانت عند الفنان أكثر أهمية من البرونز، فهي التي يولد بعدها ومن فكرتها البرونز، وبينما تظل هي بعيدة عن الأضواء تحتفي متاحف العالم بالنسخ المعدنية، لتظل تلك الجصية في أروقة مؤسسة "ألبيرتو وآنيت جياكوميتي" في باريس، التي تحتفظ بكل النسخ البيضاء الأصلية من منحوتات الفنان.

ومن المعروف أن أعمال جياكوميتي البرونزية تجذب إليها المزادات العالمية، حيث بيعت "الرجل الماشي" بـ 65 مليون جنيه إسترليني في مزاد "سوثبي" في لندن عام 2010، وكسرت كل التوقعات، وأعلن عنها آنذاك بوصفها العمل الأغلى سعراً في تاريخ مزادات الأعمال الفنية، وفي حين لم يعلن عن اسم الشاري، ولكن نُقل عنه قوله إنه انتظر أربعين عاماً لكي تصبح هذه المنحوتة معروضة في مزاد.

إضافة إلى هذه التماثيل الثمانية، يعرض "تيت" 250 عملاً فنياً، ليكشف أن للفنان تجربة تمتد إلى ما هو أبعد من شهرة البرونز، فلديه أعمال من الجص والطين، إضافة إلى عدد كبير من اللوحات والاسكتشات التي سيتيح المعرض الحالي لمرتاديه مشاهدتها.

يحتوي المعرض أيضاً الأعمال التي تُظهر ارتباط جياكوميتي بالتكعيبية والسريالية، وهناك معروضات تكشف ثيمات مثل العنف والوحشية والسادية، من بينها "المرأة المقطوعة الرقبة" التي أنجزها عام 1932.

المساهمون