بابل والأهوار: في انتظار "لائحة التراث العالمي"

24 فبراير 2017
(أسد بابل)
+ الخط -

منذ احتلال بغداد عام 2003، لم يكلّ القائمون على المؤسسة الثقافية في "عراق الاحتلال" من تحميل النظام السابق مسؤولية إخراج مدينة بابل الأثرية والأهوار المحيطة من لائحة التراث العالمي بسبب إخلاله ببنيتها التاريخية والبيئية، ولكنها لم يتمكّنوا خلال الأعوام الأربعة عشرة الماضية من إنقاذ المدينة من الأضرار التي لحقت بها.

قبل أيام، أعلنت وزارة المياه العراقية تأمين الحصص المائية إلى مناطق الأهوار لحماية نظامها البيئي والاجتماعي، وأنها تعمل بالتنسيق مع "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (يونسكو) لتجاوز العقبات أمام إنجاز شروط لإعادة إدراج المدينة ضمن "لائحة التراث العالمي".

وكانت "لجنة التراث العالمي" التابعة لـ"يونسكو"، قد صوّتت في تموز/ يوليو من العام الماضي على إدراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي، بعد تعهّد الحكومة العراقية الالتزام بالشروط المطلوبة.

تحذيرات عديدة أطلقها خبراء في "صندوق التراث العالمي" من ضرورة الإسراع في ترميم بعض معالم بابل، ومنها جدار المدينة الشمالي الذي بُني قبل 2600 عام، وإلاّ سيختفي بالكامل خلال السنوات القليلة المقبلة.

ورغم الشهرة الواسعة للمدينة التي يعود إنشاؤها إلى أكثر من أربعة آلاف عام، إلاّ أنه لم يتمّ التنقيب إلاّ عن جزء بسيط منها حتى الآن، علماً أن الآثار الظاهرة فوق الأرض قد تعرّضت عبر الزمن لعوامل التعرية والتغوّل العمراني عليها منذ ثمانينيات القرن الماضي.

المفارقة أن الحكم السابق ساهم في تشويه المدينة ولم يهتمّ إلاّ بإقامة مهرجانات فيها تمجّد نظامه، بينما قام الحكم الجديد ببناء مطار عسكري بجوارها فأصبحت منطقة مغلقة أمام الزائرين حتى وقت قريب.

دلالات
المساهمون