"حنين الضوء": حديث موارب في السياسة

22 يونيو 2016
(لقطة من الفيلم)
+ الخط -

ثمة رصيد عالمي مشترك بين الشعوب في مقاومة الديكتاتوريات والتوثيق لها. غير أن هذا الرصيد ظل يعاني من صعوبة التبادل حيث تبدو الثقافات معزولة عن بعضها بحكم السياقات التاريخية واللغات وغيرها من الأسباب. ولعل السينما، والفنون عامة، هي الأقدر على بث شيء من السلاسة في عملية التبادل المعطّلة لهذا الرصيد.

رغم أنه يقدّم إطاراً يبدو بعيداً عن السياسة، أو على الأقل التطرّق إليها بشكل مباشر، إلا أن فيلم "حنين الضوء" للمخرج التشيلي باتريسيو غوزمان اعتبر منذ صدوره في 2010 أحد أكثر الأفلام كشفاً للفظاعات التي خلّفها الحكم الديكتاتوري في بلاده. الفيلم يُعرض في سهرتي اليوم وغداً في مدينة فاس؛ اليوم في "سينما بوجلود" وغداً في "المركز الثقافي حورية".

يجمع الفيلم بين خصائص من نمطي الوثائقي والروائي، حيث يتابع في بدايته بعثة علمية لفلكيين يأخذون تصريحاً من الحكومة التشيلية للصعود إلى قمة جبل في منطقة أتاكاما لرصد بعض الظواهر الفلكية، وهي منطقة مغلقة بقرار حكومي لسنوات طويلة.

بعد أن يبدو للمتفرّج وكأنه مجرد فيلم وثائقي علمي يتحدّث عن الخصائص الطبيعية للمنطقة، نكتشف أنه مع فتح المنطقة للعلماء يبدأ سكّان المنطقة في تتبّع خطواتهم للوصول إلى المنطقة المغلقة.

يترك المخرج المتفرّج مُعلّقاً بين التأويلات، إلى أن يفهم أن الأهالي ينتهزون الفرصة لدخول منطقة يتوقّعون أن يجدوا فيها جثث أقارب لهم اختفوا هناك بسبب مواقفهم السياسية، لينفتح العمل على ذاكرتهم مع تاريخ بلادهم القريب.

المساهمون