دينا خوري: تاريخ العراق بمنظورَي بطاطو والوردي

20 أكتوبر 2016
(شارع الرشيد في بغداد، 1925، تصوير: كريم صاحب)
+ الخط -

ضمن سلسلة "محاضرات حنّا بطاطو السنوية"، تُعقد مساء اليوم الخميس في "هنغر راس العين" في عمّان، أعمال المحاضرة الثانية بعنوان "المجتمع والتاريخ في العراق بين حنّا بطاطو وعلي الوردي".

تُفتَتح المحاضرة بورقة تمهيدية لأستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله، يستذكر فيها أبرز ملامح مشروع بطاطو (1926- 2000) الفكري والتأريخي، ثم تُلقي أستاذة التاريخ والعلاقات الدولية في "جامعة جورج واشنطن"، اللبنانية دينا رزق خوري، ورقة حول تاريخ العراق وسياساته من منظورَي بطاطو والوردي، وستقدّمها وتدير النقاش مع الحضور الأنثربولوجية الأردنية لوسين تامينيان.

تتتّبع خوري مقاربات المؤرّخ الفلسطيني حنّا بطاطو، الذي استند إلى التحليل الماركسي في كتابته، حول التنمية في المجتمع العراقي خلال انتقاله من مجتمعٍ سابقٍ للحداثة ومبنيٍ على الولاءات القبلية والجماعية، إلى مجتمعٍ طبقي حديث تتعايش فيه ولاءات الطبقة والأحزاب السياسية، وتستبدل في بعض الأحيان الولاءات الأقدم عهداً والأكثر تقليديةً.

تُناقش المحاضِرة أيضاً تجربة عالم الاجتماع العراقي علي الوردي (1913 - 1995)، الذي انطلق من التفكير الاجتماعي لدى ابن خلدون وآراء علماء النفس الاجتماعي الأميركيّين، وقدّم رؤيته لتاريخ العراق ليس بوصفه تطوّراً خطّياً من أشكال سابقة للحداثة من التنظيم الاجتماعي إلى أخرى حديثة، بل كصراع مستمرّ بين الحضارة والبداوة، وبين ثقافات الحياة المدينية المستقرّة والولاءات البدائية للقبيلة والطائفة.

يُذكر أن خوري حاصلة على درجة الدكتوراة من "جامعة جورج تاون" تحت إشراف حنّا بطاطو عام 1987. ولديها مؤلفات عدّة؛ من بينها: "الدولة والمجتمع الولاية في الإمبراطورية العثمانية: الموصل 1519 – 1834"، و"العراق في زمن الحرب: التجنّد والاستشهاد والتذكّر".

تُعدّ سلسلة "محاضرات حنّا بطاطو"، إحدى الفعاليات التي ينظّمها "المجلس العربي للعلوم الاجتماعية" بشكل سنوي، حيثُ تُعقد في فصل الخريف من كل عام في بلد عربي مختلف، على أن يتغيّر محورها وموضوعها كلّ أربع سنوات.

وعُقدت المحاضرة الأولى في تشرين الأوّل/ أكتوبر من العام الماضي في بيروت تحت عنوان "ثورة 1908 الدستورية كمرحلة فاصلة في تاريخ بلاد الشام: قراءة في إشكاليات التاريخ المحلّي"، وقدّمها عالم الاجتماع الفلسطيني سليم تماري.

المساهمون