سينمائيون عرب في"لوكارنو": فخ التطبيع

29 يوليو 2015
+ الخط -

في نيسان/ أبريل الماضي، أطلقت "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" نداءً بعنوان "لا تعطوا صكّاً على بياض للأبرتهايد الإسرائيلي"، دعت فيه "مهرجان لوكارنو السينمائي" في سويسرا إلى إعادة النظر في شراكته مع "صندوق الدعم الإسرائيلي للسينما" المموّل من وزارة الخارجية الإسرائيلية.

ضمّ النداء توقيعات أكثر من 200 ناشط وسينمائي من المنطقة العربية والعالم، منهم المخرجان الفلسطينيان آن ماري جاسر وإيليا سليمان والمخرج الفرنسي جان لوك غودار، إضافة إلى عدد من الفنانين التونسيّين، مثل أسماء شيبوب وسوسن سايا ونجمة الزغيدي ورضا التليلي والجيلاني السعدي ومنصف طالب.

دعا البيان السينمائيّين والفنانين العرب إلى مقاطعة الحدث السينمائي. لكن ذلك لم يمنع عدداً منهم من المشاركة في الدورة الثامنة والستّين من المهرجان، التي ستنطلق بعد أيّام.

تخصّص الدورة التي تُقام بين 5 و15 آب/ أغسطس، برنامج "الأبواب المفتوحة" لسينما المغرب العربي، حيث تعرض أفلاماً مغاربية، من بينها "السطوح" للجزائري مرزاق علوش و"غداً كان أفضل" للتونسية هند بوجمعة.

كما يُشارك في البرنامج، الذي يقدّم عدداً من المنح والجوائز، 12 مخرجاً بمشاريعهم السينمائية غير المنجزة، حيث يشتغلون عليها ضمن ورشات متخصّصة مع كتّاب سيناريو، ويجرون لقاءات مع منتجين محتملين. المشاركون هم المخرج الليبي- الجنوب أفريقي خالد شميس، ومن تونس ناديا ريس ونجيب بلقاضي ومحمد بن عطية ومهدي بن عطية، كما ستعرض أعمال الجزائريين ناريمان ماري ويانيس كوسيم وأمين سيدي بومدين وكريم موسوي، ومن المغرب، يشارك كل من علاء الدين الجم وحسن الغزولي وفيصل بوليفة.

مؤخّراً، وجّهت "الحملة التونسية لمقاطعة إسرائيل" رسالة إلى السينمائيّين العرب المشاركين في المهرجان دعتهم فيها إلى مقاطعته، قائلةً إنه "لا حاجة للتذكير بدور وزارة الخارجية الصهيونيّة التي تمّ اختيارها كشريك للمهرجان، في تبرير الجرائم الهمجيّة الإسرائيلية ضدّ المدنيين الفلسطينيين وتدميرها لبنيتهم التحتية".

اعتبرت الحملة أن مشاركة فنّانين عرب في "مهرجانٍ يحصل على دعم رسمي إسرائيلي" رسالة واضحة إلى الشعب الفلسطيني مفادها "تخلّيهم" عن القضيّة الفلسطينية، التي قالت إنها "تمثّل رهانًا تونسيًا أكثر من أيّ وقت مضى، فنضالنا المحلّي من أجل الحرّيات الفردية والجماعية، الذي يحتل فيه الفنانون مكانة بارزة، ونضالاتنا، التّي حرّرها مسار 17 ديسمبر الثوري، ضدّ الاضطهاد بأنواعه السياسية والاقتصادية والرمزية والثقافية، ستجد لها ترجمة رائعة في رفضكم أن تُقدّموا فنّكم وأسماءكم هديّةً لتبييض الجرائم الاسرائيلية عبر مهرجان لوكارنو".

ودعت الحملة الفنانين للانضمام إلى "قائمة الفنانين الذين قرّروا عدم المساهمة في تلميع صورة مهرجانٍ يشرّع لنظام الاحتلال والقمع والإسرائيلي ويقوّي انفلات دولة الاحتلال من العقاب، وذلك عبر إلغاء مشاركتكم في المهرجان".

في حين يشارك فنّانون من ثلاث دول مغاربية أخرى هي ليبيا والجزائر والمغرب، لم تتعال الأصوات المطالبة بمقاطعة "لوكارنو" إلا في تونس، وهو ما يثير تساؤلات عن موقف الفنانين في تلك البلدان وما ستكشفه الأيام القادمة من مواقف.

المساهمون