"نقض أسس التطرّف": هل نحن فعلاً داخل الصحن؟

22 ديسمبر 2015
"المقامة 2014"، عبد قادري / لبنان
+ الخط -

على إيقاع الأحداث التي تهز المنطقة العربية، باتت المؤتمرات والندوات العلمية تقدّم نفس الطبق الذي تقدّمه وسائل الإعلام من حديث في شؤون التطرف والإرهاب والتفكير في التصدّي لهذا التهديد. في هذا الإطار، انتظمت اليوم في الرباط ندوة بعنوان "في نقض أسس التطرف ومقولاته: مقاربات وتجارب" التي تختتم غداً.

يشارك في الندوة أكاديميون وباحثون من المغرب ومصر والسعودية والبحرين وموريتانيا وبريطانيا بدعوة من "الرابطة المحمدية للعلماء" في المغرب، و"مكتبة الإسكندرية" في مصر، ضمن خمس جلسات تتعلق بـ "محدّدات ومظاهر ظاهرة التطرف"، و"نقد الأصول الفكرية والإيديولوجية للتطرف"، و"أصول التدبير الوقائي والعلاجي لظاهرة التطرف في الفكر الإسلامي"، و"مقاربات متقاطعة لتفسير ونقد ظاهرة التطرف: التصوف والجماليات".

في الكلمة الافتتاحية، دعا الباحث أحمد عبادي إلى "اعتماد مقاربات تربوية واقتصادية وحقوقية وأمنية لمواجهة التطرّف"، مضيفاً أن "المقاربة التربوية لا تتم بالأقسام والفصول الدراسية فقط، بل من خلال الألواح الالكترونية، والهواتف الذكية والرسوم المتحركة".

وفي كلمته، دعا مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين إلى "محاربة الأسباب التطرف المتعلقة بارتفاع نسبة الفقر وزيادة البطالة وارتفاع نسبة الأمية والجهل والشائعات والخرافات، وأسباب أخرى تتعلق بغياب العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحرية التعبير".

كما جاء في كلمة الباحث المغربي محمد بلكبير إن "تحليل الفكر المتطرف مدخل أساسي لمحاربته"، مؤكداً "ضرورة الاعتماد على علم الاجتماع لفهم ظاهرة التطرّف ونقدها، لأن فهم العقل المتطّرف خطوة أولى للعمل على محاربته".

السؤال الذي يطرح نفسه ولا تطرحه الندوة، يتعلق بما يمكن تسميته بـ "إدارة التطرف" واستعمالاته السياسية في المنطقة العربية من قبل صانعيه و"محاربيه" على حد سواء. وباعتقادنا، فإن "نقض التطرف" يظل بلا فعالية من دون نقض هذه الاستعمالات، وسيبقى الحديث عن التطرف "تغميساً خارج الصحن"، كما يقول المثل المشارقي.



اقرأ أيضاً: "إعادة بناء المفاهيم العامة": عقدة في شبكة محاضرات

المساهمون