"الطريق إلى كابول" معبّدةٌ في "يوتيوب"

30 يوليو 2014
لقطة من الفيلم
+ الخط -

ثارت ثائرة المخرج المغربي إبراهيم الشكيري (1968) بعد أن اكتشف رواج نسخة عالية الجودة من فيلمه الأخير "الطريق إلى كابول" (117 دقيقة) في موقع يوتيوب ومواقع أخرى على الإنترنت، خاصة أن النسخة المقرصنة تحمل ختم "المركز السينمائي المغربي"؛ إحدى المؤسسات الداعمة للفيلم. غير أن هذه الأخيرة نفت أي دور لها في عملية التسريب ردّاً على تقارير إعلامية تساءلت حول مسؤولية المركز، وذهب بعضها حدّ اتهام هذه المؤسسة التي تنظم القطاع السينمائي في المغرب وتسهر، نظرياً على الأقل، على حمايته بتشجيع القرصنة!

مخرج الفيلم إبراهيم الشكيري والشركة المنتجة "إيماج فاكتوري" وموزعته إيمان مصباحي لم يوجهوا أي اتهام مباشر للمركز السينمائي المغربي وقاموا بإعلام شركة "غوغل" صاحبة موقع "يوتيوب" مطالبين إياها بحذفه، وهو الأمر الذي لم تستجب له الشركة حتى الساعة. مع العلم أنه حتى في حالة استجابة إدارة "يوتيوب"لطلب الحذف فنسخة "الطريق إلى كابول" ستظل متاحة في مواقع أخرى في الشبكة ومن الصعب حذفها بشكل نهائي.

المهتمّون بالشأن السينمائي المغربي يستبعدون تورّط المركز كمؤسسة في عملية تسريب الفيلم اللهم إن كان وراء التسريب أحد الموظفين في المركز. كما أن تسريب النسخ الأصلية للأفلام قد تكون وراءه أطراف أخرى يصعب اقتفاء أثرها، لكون الفيلم شارك في أكثر من مهرجان داخل المغرب وخارجه ما يجعل احتمال تسريبه أمراً وارداً.

وقلل بعضهم من أهمية هذه القرصنة باعتبار أن الفيلم حقق نتائج مربحة وغير مسبوقة مغربياً، وأن وضعه في متناول الجميع بالمجان عملية دعائية إيجابية للفيلم ولمخرجه. وذهب الآخرون إلى التساؤل حول المستفيد الحقيقي من إثارة هذه الضجة خاصة وأن مدة عرض "الطريق إلى كابول" طالت كثيراً، كونه بقي حاضراً في القاعات السينمائية أكثر من سنتين متتاليتين.

ويُعتبر "الطريق إلى كابول" من أنجح الأفلام المغربية إذ حقق رقماً قياسياً في القاعات السينمائية وتجاوز عدد مشاهديه 300 ألف مشاهد منذ بداية عرضه في أبريل/ نيسان 2012.

الفيلم كوميديا اجتماعية تتناول ظاهرة الهجرة السرية من زاوية هزلية، ويمكن تصنيفه في خانة أفلام المغامرات العائلية الخفيفة. ويتناول قصة مجموعة من الشباب المغاربة الحالمين بالهجرة إلى هولندا هرباً من الفقر والمشاكل العائلية. وبعد إخفاق صديقهم "حميدة" في الوصول إلى أمستردام وانقطاع أخباره، قرر هؤلاء تقفّي أثره، لتقودهم المغامرة إلى قلب أفغانستان، فيجدوا أنفسهم بين نيران الجيش الأميركي ومقاتلي حركة طالبان. وتتخلل الفيلم مشاهد كوميدية محبوكة بسلاسة تتوخى استدرار ضحك المشاهد وتسليته. وهذا ما نجح فيه إلى حد كبير المخرج إبراهيم الشكيري الذي سبق له أن شارك في إخراج سبعة أفلام روائية بالتعاون مع المخرج نبيل عيوش.

دلالات
المساهمون