"يوم القصبة".. احتفاء بتراث يتداعى

22 فبراير 2023
مشهد من حي القصبة في الجزائر العاصمة، 2014
+ الخط -

في الثالث والعشرين من شباط/ فبراير كلّ سنة، يجري الاحتفاء في الجزائر بـ "اليوم الوطني للقصبة"؛ الحيِّ العتيق في الجزائر العاصمة، بالتزامُن مع ذكرى تصنيفها مِن قبل "يونسكو"، في مثل ذلك اليوم من عام 1992، ضمن مواقع التراث العالمي.

يطغى الجانب الاحتفالي على الفعاليات المُقامة للمناسبة؛ ومِن ذلك برنامجٌ نظّمه "المتحف الوطني للبحرية" في مقرّه بالجزائر العاصمة، أمس الثلاثاء، تضمّن محاضرةً بعنوان "موانئ وحصون مدينة الجزائر في الفترة العثمانية"، تناولت فيها الأكاديمية صافية بن سلامة مسيخ طُرُق واستراتيجيات تحصين المدينة، ومعرضاً فوتوغرافياً بعنوان "قصبة الجزائر والبحر"، شارك فيه مصوّرون من بينهم: فاروق تومي، وسمية بسكر، وفريدة فراي، وغنية راضي.

وفي "مركز الفنون والثقافة" (قصر ريّاس البحر)، أُقيم يومٌ دراسي بعنوان "العمران والفنون الإسلامية في القصبة العتيقة"، كان من بين المتحدّثين فيه الأكاديمي المتخصّص في الآثار الإسلامية، محمد الطيّب عقاب، والذي أشار، في مداخلته، إلى أنّ الشواهد واللقى الأثرية التي اكتُشفت خلال الحفريات عبر عديد من المواقع في القصبة تعود إلى الفترات الفينيقية والرومانية والإسلامية، مُعتبراً أنّ ذلك يؤكّد "عراقة قصبة الجزائر بين المدن التاريخية في حوض البحر الأبيض المتوسّط".

أمّا الباحث في "المركز الوطني للبحث في علم الآثار"، إلياس عريفي، فتحدّث عن جوانب من تاريخ مدينة الجزائر، انطلاقاً من حفريات "ساحة الشهداء" أسفل حيّ القصبة، قائلاً إنّ اللقى الأثرية تعود إلى الفترات الرومانية والبيزنطية والعهود الإسلامية الأولى والعثمانية.

ومِن جهته تطرّق المعماري نصر الدين مخلوفي إلى تأثيرات العمارة العثمانية على الطراز المعماري لمدينة القصبة بين القرنَين السادس عشر والثامن عشر، مِن خلال مقارنةٍ بين العمارة في قصبة بورصة بتركيا وقصبة الجزائر، خلص فيها إلى أنّ العمارة في قصبة الجزائر ظلّت محافظةً على خصائص وتقاليد العمارة الجزائرية رغم التأثيرات العثمانية.

تهدف هذه الفعاليات إلى الإضاءة على الجوانب التاريخية والأثرية والفنّية لقصبة الجزائر، بينما تخبرنا أرقام كشفت عنها "الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء"، قبل سنة، أنّ ما نسبته ثمانون بالمئة من المجال العمراني في الحيّ التاريخي مهدَّد بالانهيار في أية لحظة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون