أخذ المخرج المصري الراحل شادي عبد السلام قصة فيلمه "المومياء" من أحداث حقيقية تعود إلى القرن التاسع عشر وتدور في قبيلة الحربات الصعيدية التي تعيش على تجارة الآثار. الفيلم يعد اليوم من أيقونات السينما العربية، وقد ظهر عام 1969 ولكنه لم يعرض للجمهور إلا عام 1975، وحاز جوائز دولية مختلفة.
الكاتب المصري يوسف رخا يعود إلى هذا الفيلم ليقرأه بوصفه نموذجاً عن الحداثة المصرية التي يتتبع تمظهراتها في هذا العمل، حيث يصدر كتاب رخا تحت عنوان "برا وزمان: الحداثة المصرية في المومياء لشادي عبد السلام" عن دار "بالغراف مامكميلان" وكتب له المقدمة الأكاديمي والسينمائي نزار أندري.
يقول الناشر في مقدمته إن الإصدار "يقترب من الكتابة عن الفيلم بطريقة جديدة ومثيرة. ويعتمد على المواد الأكاديمية والأدبية والشخصية لبدء حوار مع المخرج المصري شادي عبد السلام المومياء (1969) ، متتبعًا المعاني العديدة لحداثة مصر ما بعد الاستعمار ولمس الهويات العربية والإسلامية والمصرية القديمة من خلال مشاهد الفيلم".
العمل يتناول مواضيع مختلفة تشكل بحسب رخا تفاصيل يمكن من خلالها فهم الحداثة المصرية في تلك المرحلة، فيكتب عن الوطنية، والحزن، والجمال البصري، والإنتروبيا السياسية، والاستعمار والجنس.
المؤرخ المعماري ناصر رباط، والأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا علّق على الكتاب قائلاً "يروي يوسف رخا مواجهة مصر المشحونة بالحداثة. لكن هذه رواية مزدوجة نفسية، لأننا نرى مصر من منظورين: قصة الفيلم وسيرة يوسف رخا. وكلاهما يدور حول البحث عن هوية مصرية موسعة تمتد في الزمان والمكان. وكلاهما يدرك بشكل مؤلم التعقيدات المستحيلة التي شكلت تلك الهوية في القرنين الماضيين. إن تراكب الروايتين يعمق التناقضات لدرجة أن الخاتمة في النهاية تذهل في بساطتها".