يوسف الشريف.. رحيل صاحب "ضمير الغائب"

26 يوليو 2021
(يوسف الشريف، 1938 - 2021)
+ الخط -

ينتمي القاص والكاتب الليبي يوسف الشريف (1938 – 2021) الذي رحل أول أمس السبت متأثّراً بإصابته بفيروس كورونا إلى جيل الستينيات من كتّاب السرد في بلاده، حيث تكرّست على يدهم حداثة القصة القصيرة مع انتشار الصحف والمجلات بعد استقلال ليبيا عام 1951.

وُلد الراحل في بلدة ودان (600 كيلومتر جنوب شرقي طرابلس)، وانتقلت عائلته وهو لا يزال في الثانية من عمره إلى العاصمة، وأكمل تعليمه حتى نال درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من "الجامعة الليبية" سنة 1962، لكنه نشر نصوصه الأولى منذ نهاية الخمسينيات وهو لا يزال على مقاعد الدراسة.

عمِل الشريف مدرساً لسنوات طويلة وساهم في تأليف المناهج التعليمية، ثم انتقل إلى وزارة الإعلام حيث تدرج في الوظائف فتولّى منصب مدير عام للإذاعة سنة 1969، وصولاً إلى تعيينه وزيراً للإعلام عام 2013، إلى جانب عمله وإدارته عدداً من المطبوعات الليبية خلال خمسين عاماً، وأعدّ العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية.

تفرغ لكتابة معاجم ودراسات وأدب للأطفال بعد إصداره أربع مجموعات قصصية

نشَر أول قصة بعنوان "الجدار" عام 1959، والتي ستحمل مجموعته الأولى عنوانها نفسه، وفازت حينها بجائزة الفنون والآداب الليبية، ومثل كتّاب جيله ومنهم عبد الله القويري ويوسف القويري، وأحمد إبراهيم الفقيه، وخليفة التكبالي وغيرهم، انشغلت كتابته في تناول الهموم السياسية والاجتماعية وتصوير مشاكل الليبيين ضمن منظور واقعي ساد تلك المرحلة في القصة القصيرة الليبية والعربية على حدّ سواء.

يقول الشريف في مقابلة صحافية أجريت معه عام 2013: "اكتشفت أنني كتبت أربع مجموعات قصصية، وكان بإمكاني أن أكتب أكثر منها، إلا أنني توقفت، كان ذلك سنة 1974 أو 1975، ووجدت أن الطفل تكوّن ونما، واستطاع أن يمشي. المعنى أنني وجدت نفسي قادراً على مخاطبة الطفل كتابةً. فقد بقيت سنوات وسنوات وأنا متردد في الكتابة وعندما أحسست بأنني أستطيع أن أكتب شيئاً يقرأه الطفل بدأت".

توالت أعماله الموجّهة للصغار ومنها "دراسات في الطفولة"، و"المعجم الميسر للأطفال"، و"المختار في اللغة والعلوم"، و"حكاية طائر القمر"، و"بائع البالونات ومسرحيات أخرى"، و"حكايات قبل النوم"، و"الممر الأسود"، و"يا زهر القرنفل"، و"السمكة الذهبية"، كما أنشأ مكتبة للأطفال تشجّع على القراءة وتقدم الكتب مجاناً.

يُذكر أن يوسف الشريف أصدر بعد مجموعة "الجدار"، ثلاث مجموعات قصصية هي "الأقدام العارية"، و"ضمير الغائب"، و"هذا كل شيء".

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون